صحيحٌ أنّه ليس للنازحين السوريين أي تدخّل في قطاع الصيد البحري شمالاً، والعمل فيه ما زال مقتصراً على الصيادين اللبنانيين، خصوصاً أبناء المناطق التي تقع فيها مرافئ الصيد، غير أنّ النازحين اقتحموا مجال الصيد البري هذا الموسم، ودخلوا على خط صيد الطيور وبيعها أيضاً.
وفي هذا السياق، ينشط النازحون في عكار والضنية وحتى في الكورة لاقتناء بنادق الصيد والتجوال في الأراضي والبساتين، واصطياد مختلف أنواع الطيور، سواء منها عصفور التيان أو السمّن أو المطوق والفرّي وكل الطيور التي تجتذبها سماء لبنان وأراضيه في مواسم الصيد. الجدير بالذكر أنّ هؤلاء ليس لديهم تراخيص بحمل أسلحة الصيد، من جهة، وامتهنوا الأمر كمهنة بهدف بيع الطيور والإستفادة مادياً من أسعارها، لا من أجل ممارسة الصيد البرّي كهواية، كما يحصل مع قسم كبير من اللبنانيين الذين ينشطون في مواسم الصيد البرّي في مثل هذه الأيام.
وتجدر الاشارة إلى أنّ العاصمة بيروت هي السوق الرئيسية لبيع الطيور التي تصطاد من مناطق عكار والشمال، علماً أنّ سعر الطائر الواحد كالسمّن مثلاً قد يصل إلى 500 ألف ليرة لبنانية، في حين أنّ بطة البحر تباع بأكثر من مليوني ليرة. وزبائن الطيور ليسوا فقط سكان مدينة بيروت، إنما صيّادو بيروت الذين يأتون إلى مناطق الشمال للإصطياد في عطلة نهاية الأسبوع، وهنا لا يجهد الصياد كثيراً لإيصال طرائده إلى بيروت، لأنّ زبائنها يأتون بأنفسهم إلى عكار.
صيادون لبنانيون أبدوا لـ»نداء الوطن» امتعاضهم ممّا يحصل بالفعل، وقد لفتهم أنّ الأجهزة الأمنية تلاحقهم في الآونة الأخيرة في مرابض الصيد بسبب شكاوى المواطنين المستمرة من أصوات إطلاق النار، خصوصاً في الليل، وقد دعوها الى ملاحقة النازحين السوريين الذين يملأون مرابض الصيد البعيدة من أعينها في المناطق الجبلية، ويستعملون أيضاً الأشجار للصيد ليلاً عن طريقها في أماكن سكنهم في القرى والبلدات من دون أن يحرّك أحدٌ ساكناً تجاههم. يشار إلى أنّ عدداً كبيراً من المزارعين والأهالي في مناطق الشمال ينتظرون موسم الصيد البرّي سنة بعد أخرى، من أجل تأجير أراضيهم إلى صيادين بيارتة طيلة أشهر موسم الصيد، وتدفع مبالغ خيالية مقابل ذلك بالدولار الأميركي، في حين أنّ هذا الأمر قد أغرى النازحين بالعمل في الصيد البرّي وبيع الطرائد إلى الصيادين الوافدين من خارج المنطقة.
وتعدّ الأراضي في سهل عكار وتلك القريبة من الحدود اللبنانية ـ السورية من أكثر الأراضي التي ينتشر فيها الصيادون. بالمقابل، فإنّ موسم الصيد البرّي يبدأ أواخر شهر أيلول ويستمرّ حتى شباط من كل عام، وتدخل إلى لبنان الكثير من الطيور المهاجرة الآتية من بلدان عدّة، ولا سيما من تركيا وأوروبا.