Site icon IMLebanon

اللهيان المستاء من الشعب اللبناني

 

في آخر اهتماماته اللبنانية، قال حسين امير عبد اللهيان، المنسّق السابق للشؤون العربية في الخارجية الإيرانية والمستشار الحالي لرئيس مجلس الشورى للشؤون الدولية، “إنّ الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية تنتهج سياسة عدم وجود حكومة قوية” في لبنان، ليضيف في اجتهادٍ جديد، ربّما يُطرَح لدى صياغة البيان الوزاري المنتظر يوماً ما: “انّ مثلث المقاومة والجيش والحكومة اللبنانية هو الرابح الرئيس” نتيجة مواقف الدول المذكورة.

 

طار الشعب من المثلث الذهبي الإيراني السابق وحلّت محله الحكومة “المطلوبة”، وبدا أنّ إيران فقدت ثقتها بالشعب اللبناني منذ أن اتهمته بعد 17 تشرين بالتآمر مع السفارات على مِحور المقاومة والممانعة.

 

واللهيان الذي أطاح بالشعب اللبناني في معادلته الجديدة، كان سبّاقاً في توصيف الحالة اللبنانية ورسم حدود المسموح وغير المسموح في هذا البلد. فالرجل متخصّص كما ذكرنا في الشؤون العربية ولا تفوته شاردة أو واردة، فهو يدلي بدلوه في كل مناسبة، ويقيس الأشياء بمقياس تعارضها أو انسجامها مع مصالح النظام في بلاده.

 

في أيلول الماضي، قال في توصيف الوضع في لبنان إنّ “الأعداء” يسعون “لتجويع الناس وتقليل ضخّ الدولار والعملة الصعبة ليقولوا إن ّما يعاني منه الناس هو بسبب “حزب الله”. هذه سياسة الضغط الإقتصادي نفسها التي سعوا لتنفيذها ضدّ إيران وسوريا، كما انه خلال الأشهر القادمة ستشهد سوريا انتخابات رئاسية، وهم يسعون من خلال الضغوط القصوى إلى أن يحقّقوا ما عجزوا عن تحقيقه خلال سنوات الحرب التسع، ولكن نحن متأكّدون أنّ هذه الطريق لن تؤتي أكلها للأميركيين، لا في لبنان ولا في سوريا ولا في إيران”.

 

قبل ذلك بقليل، وفي يوم انفجار بيروت، سارع منسّق الشؤون العربية إياه إلى التصريح أنّ “ليس من المستبعد أن يكون للكيان الصهيوني يد “في هذا الانفجار”، شارحاً أنّ “الولايات المتحدة هي المستفيد الأول…، والكيان الصهيوني هو ثاني جهة مستفيدة”. لكن أنصار إيران في لبنان لم يسعفهم التحليل المركزي، ورأوا الأنسب في عدم اتهام اميركا وإسرائيل، لتجنّب مضاعفات الردّ في حال تبنّوا هذا الاتهام.

 

تصريحات اللهيان، مُضافةً إلى مواقف غيره من المسؤولين الإيرانيين، تكشف تفاصيل التوظيف السياسي الإيراني للبنان، وتمسّكهم به ورقة، مثلما يتمسّكون بالنظام السوري “خطاً أحمر”. فليس في لبنان نظام فاسد ولا حكّام فاسدين. ليس فيه أزمة معيشية واقتصادية خانقة، ولا دولة غارقة في بحر اللاقرار. فيه فقط مؤامرة غربية على إيران ومقاومتها، وإذا تحرّك الشعب اللبناني من أجل حقّه في نظام أفضل ودولة أمينة على تاريخه ومصالحه فإنه سيلغى بشحطة قلم، لمصلحة حكومة برنامجها الوحيد مواجهة خصوم إيران.

 

تلك هي الخلاصة التي أراد اللهيان ايصالها، وما غير ذلك من إجتهادات يومية لبنانية، سوى قرع قروي على الطبل الفارسي.