Site icon IMLebanon

دجاجة حسين

 

كالعادة يقتطف “مزيكاتي” حزب الله المنشد الدكتور علي بركات اللحظة ويحوّلها إلى نشيد أو أوبريت أو شتيمة مغنّاة تطاول كل من ليس في خط المقاومة الإسلامية. يبيض بركات ألحاناً. يفقّس أناشيد. وجاءته قصة دجاجة حسين الشرتوني ليطلع بهذه اللازمة ولاحق على الكوبليه:

 

عنا جاجة (دجاجة) جنوبية راحت تعمل عمليّة

 

باضت بإسرائيل عملت هزة أرضية.

 

في زمن الخواء والتلاشي احتلت دجاجة حسين صدارة الإهتمام الشعبي وغطّت على انتفاضةِ تيار على مقدمة أخبار، كما وعلى الكباش بين القاضي صوان والنواب/ الوزراء المتمرّدين المتلطّين خلف حصانة. روى إبن ميس الجبل البالغ من العمر تسعة أعوام لمراسل المنار علي شعيب أن دجاجته هربت من القن باتجاه الخط الأزرق فركض خلفها لإعادتها. واجه “اليهود” (جنود من الجيش الإسرائيلي) اندفاع حسين بإطلاق عشر رصاصات في الهواء لم ترهب الفتى ولم تثنه عن هدفه: “بدي دجاجتي” قال بكل براءة للكاميرا كما لو أن دجاجته تبيض ذهباً.

 

عفوياً بدا حسين وطيّباً وصادقاً في التعبير عن تعلّقه بدجاجته الخوتة. لذا تفاعل اللبنانيون، كلّ على طريقته، مع “الفيديو” المنتشر على صفحات التواصل الإجتماعي وانقسموا بين معسكرين احدهما طريف والآخر على شيء من السماجة الوطنية. الزميل عمر قصقص استبدل في “بوست” على الفيسبوك الثلاثية الذهبية بأخرى “حداثوية” ومن “وحي دجاجة حسين” قوامها “شعب وجيش ودجاجة”، وهناك من قارب الحادثة الطريفة بجدية ووضعها في خانة الفعل المقاوم، فطلب أحد المغرّدين،على سبيل المثال لا الحصر، إدراج قصة حسين في مناهج التعليم الرسميّة، وذهب آخر إلى حد مطالبته بإضافة رسم دجاجة إلى الأرزة في هذا الظرف العصيب! حماسة وطنية غير مسبوقة فكيف لو فرّ جحش حسين باتجاه “اليهود” وركض حسين خلفه غير آبه بالمخاطر، إذّاك سيحتل هاشتاغ “بدي جحشي” صدارة الإهتمام وسيطالب غلاة الممانعين بإضافة الحمار إلى الأرزة، وسيجلس منشد المقاومة الإسلامية علي بركات ليشيد بالجحش: إركض ركضاً لا تمشي واطحش إطحشلك طحشي/ إرفس اعداء الأمة أنت البطل يا جحشي. هذه المرة دجاجة حسين العزيزة هي الكل بالكل. صحيح لم يسترجعها بعد لكنه تلقى بدلاً منها سرية دجاجات مؤدلجة ومدرّبة وجاهزة للقيام بعمليات إباضة خلف خطوط العدو، وتردد أن عائلة جنوبية كريمة وعدت حسين ببقرة حلوب وآخرين وعدوه بقرقور. تستأهل كل الخير يا حسين، وانشالله ترجع دجاجتك مكللة بالنصر.