في خضم الشروط، والشروط المضادة، تبدو البلاد أمام حكومة هجينة.
والحكومة الهجينة ليست صيغة عاطلة، لكنها ليست حكومة جيّدة.
قبل اعلان حكومة العهد الأولى، ليس في الأفق ما يشير الى ترقب حكومة ممتازة تتولى الأمور في البلاد.
قد تكون حكومة أصدقاء العهد.
لكنها لن تكون حكومة العهد.
وهذا ما يؤكده صاحب العهد.
وما لا يُنكره روّاد الحياد في مجالسهم العامة والخاصة.
وهؤلاء ممن لا يريدون أن يكونوا في عداد المؤيدين للعهد أو المناوئين له.
وهذا ما ينطبق على مرشح سابق نال بضعة أصوات، ويردد أمام الجميع، من انتخبه أو حجم أصواته عنه.
ومن فرط ذكائه، كما يزعم، انه يعرف من انتخبه، ومن حجب أصواته عنه.
ولو اعتمد معارفه الدقّة، لعرفوا انه هو شخصيا لم ينتخب نفسه، لسوء ثقته بنفسه، ولضعف تقديره ل مواهبه العامة والخاصة.
لا أحد يعرف أحدا من أعضاء الحكومة، لأنها لم تعلن بعد رسميا.
إلاّ أن الترجيحات لا توحي بأن الحكومة الآتية لن تكون حكومة هجينة.
كان الشاعر الكبير سعيد عقل، يقول وهو على أبواب المائة عام: لا تخافوا من الوزراء اذا كانوا من الأصائل بل خافوا الوزراء الذين من الأباطل.
وعندما سئل عمن يعني ب الأباطل أجاب بأنهم الذين حشروا في الحكومة بهدف المراضاة لا بسبب الجدارات العلمية والمواهب القيادية.
وفي رأي سعيد عقل، ان الباطل مفرد لفظة أباطل.
والباطل لن يكون جيدا.
البلد فيه دستور.
ويحكمه بالصدفة اتفاق الطائف.
وهذا ما يجب أن يتم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بالتشكيل.
إلاّ أن عملية التأليف تطبخ في غير القصر الجمهوري.
… وخارج مقر الرئيس المكلف بالتشكيل والتأليف.
ولا أحد يدري من يبرّر هذه العملية، خارج حدود الدستور.
أتركوا اتفاق الطائف للتنفيذ، فتجعلوه سيّئا لخرق القانون في بلد القانون، وبلد مدرسة القانون.
حسنا، يفعل نواب التكتل، في زياراتهم لرؤساء الكتل النيابية، بغية سَبْر نيّاتهم في الوزراء المقترحين لدخول الحكومة الجديدة، ولكن من الخطأ المشين، التمسّك بأسماء باهتة وحشرها في التشكيلات المقترحة.
وحتى، لو كانت هذه الأسماء مجرّدة من أية مواهب وزارية أو قيادية، فان العيوب السياسية أقوى من المعاناة لأساليب الضرر والشكاوى.
في أحد الأيام، استهجن الناقد الكبير مارون عبود تكرار السماجة، لدى اختيار المسؤولين، وراح يقول ان المسؤول يجب أن يتحلّى بالحكمة والحنكة، وإلا يكون مسؤولا عن شيء، ولا عن أي هدف أو غرض.