IMLebanon

هستيريا التحريض الإسرائيلي

بلغ بنيامين نتنياهو في التحريض على الفلسطينيين درجة لم يصل اليها مسؤول إسرائيلي من قبل. فادعاؤه أن المفتي الحاج أمين الحسيني هو الذي أوحى الى هتلر بفكرة حرق اليهود خلال الاجتماع الوحيد الذي جمعهما في تشرين الثاني 1941، لا يشكل تزويراً للحقائق التاريخية فحسب، بل هو جريمة في حق الشعب الفلسطيني باسره.

طوال العقود الماضية شهدنا اشكالاً مختلفة من الاستغلال الإسرائيلي للمحرقة التي ارتكبها النظام النازي في معسكرات الابادة والتي اودت بحياة ستة ملايين يهودي، وكانت من الاسباب الجوهرية التي عجّلت في قيام دولة إسرائيل على حساب طرد الفلسطينيين من أرضهم وتحويلهم الى اقلية في وطنهم والى لاجئين في دول الجوار. وقد شكلت المحرقة النازية أداة ابتزاز سياسي من المسؤولين الإسرائيليين في كل مرة ارتفع صوت في أوروبا أو في العالم ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين. اذ سرعان ما كانت تتوالى الاتهامات الإسرائيلية له بالعداء للسامية، وتظهر معزوفة الاضطهاد الذي يعانيه اليهود في كل مكان.

ادعاء نتنياهو أن المفتي الحاج أمين الحسيني هو الذي نصح هتلر بحرق اليهود تلاعب خطير بالحقائق التاريخية من شأنه ان يؤدي الى نتائح وخيمة على الصعيدين الإسرائيلي والفلسطيني في آن واحد. فعلى الصعيد الإسرائيلي يبدو هذا الكلام كأنه يبرر الى حد ما جرائم هتلر وهو بذلك يشكل انقلاباً خطيراً على النظرة الإسرائيلية المعقدة الى موضوع المحرقة. أما على الصعيد الفلسطيني، فان العودة الى اثارة مواقف المفتي الحسيني في هذا الوقت بالذات هو بمثابة اعلان الحرب على الفلسطينيين.

لا أحد يستطيع الادعاء أن المفتي الحاج أمين الحسيني لم يكن معادياً للسامية، ولا انه اعتقد بأن التعاون مع ألمانيا النازية يمكن ان يصب في ذلك الحين في مصلحة نضال الشعب الفلسطيني ضد الحركة الصهيونية في فلسطين. ولكن ان ينسب نتنياهو بعد كل هذه السنوات حواراً مختلقاً للحاج أمين الحسيني، ويصوره بانه هو من كان وراء فكرة “الحل النهائي” والمحرقة، هو كذب يصل الى حد الجريمة. وخصوصا مع وجود العديد من الاثباتات التاريخية التي تؤكد كلها ان الفكرة وليدة عقل هتلر الجهنمي المريض والمهووس المعادي ليس لليهود فحسب بل لكل البشر الذين في رأيه لا يستحقون العيش مثل الغجر والمثليين.

بروباغندا نتنياهو الرخيصة ضد الفلسطينيين لا بدّ أن تنقلب عليه. ليس العرب في إسرائيل من يشكلون خطراً على اليهود على رغم كل ما تشهده شوارع إسرائيل والضفة بل زعيمهم الاحمق الذي يصب الزيت على نار الكراهية عوض أن يطفئها!