مطلق عضو في جسم الانسان، يتأثر بما يصيبه اي عضو اخر، سلبا او ايجابا، من اعلى الرأس الى اسفل القدمين، ومطلق جزء في هيكلية الدولة، من اعلى الهرم الى اسفله، يؤثر ايضا على باقي الاجزاء، نجاحا او فشلا.
هذا التشخيص صحيح جدا، نظريا وعمليا، وما يعانيه لبنان اليوم، هو تطبيق عملي وواقعي لهذه النظرية.
مراجعة سريعة لواقع لبنان من قبل اي مراقب حيادي، يخرج بنتيجة واضحة وضوح الشمس، ان دولة لبنان الكبير، شعبا ومؤسسات تتداعى وتنهار، وفاتتها فرصة الترميم والانقاذ…
التفاعل المبني على الثقة بين الناس والمؤسسات لم يعد قائما منذ فترة طويلة ولذلك يلمس المواطـنون لمس اليد، الانهيار في جميع القطاعات الرسمية والخاصة.
الاقتصاد منهار والصناعة والزراعة والتجارة، والصحة، والمدارس والجامعات، والامن، والكهرباء، وبدأ الانهيار يدقّ ابواب المصارف، وتداول العملة اما اوضاع الطحين والقمح فتنتظر ساعة انتصار الجوع على الفقراء والمعوزين، ولن يكون بعيدا، والكلام عن الكلمة والصحافة، موجع ومحزن في آن، عندما تنهار مؤسسات عريقة، ورقية وتلفزيونية واذاعية ويتشرّد زملاء بعد خدمة طويلة في محراب السهر والتعب والجد والهواء والاضواء.
كل شيء في لبنان ينهار، وبخلاف ما تم ذكره، هناك العديد من الانهيارات التي تسجّل في كتاب تاريخ وطن يموت، ولسنا نحن من نقول هذا القول، بل الطبقة السياسية التي حكمت وتحكم تحت بيرق الفساد والهدر، وتأتي لتدفع الشعب اللبناني ما جنته جيوبها المتخمة بالمال الحرام.
امس اوقفني شاب وانا اهمّ بركوب سيارتي، وقال لي باللسان والدموع ما حرفيته «انا مش شحّاد، بس انا جوعان».
يا ناس، يا بشر، شعب بدأ يجوع، وهناك من يصول ويجول ويسافر، ويقيم الحفلات والاحتفالات، ويمدّ يده على فلس الارملة الباقي في جيوب الاغلبية الساحقة من اللبنانيين.
هذا هو الانهيار الكبير الذي «يكشّر» عن اسنانه، ولا اجد او اسمع اقتصاديا واحدا او سياسيا شريفا، يبشّر اللبنانيين بأن الانفراج آت، فهذه كذبة يتداولها من قضى على الاخضر واليابس.
اردد مع يسوع في كل صلاة «نفسي حزينة حتى الموت».