عام 1978 وقبل ذهاب الرئيس المصري أنور السادات الى القدس أجريت مقابلة صحافية مع وزير خارجية مصر في ذلك الوقت الاستاذ اسماعيل فهمي الذي استقال في ما بعد إحتجاجاً على قرار الرئيس السادات الذهاب الى القدس… وفقط للعلم فإنّ السفير فهمي هو نجل الوزير اسماعيل.
يومها طرحت على الوزير السؤال الآتي: أين وصلت العلاقات المصرية – الليبية؟
وكان الجواب الاسرع قاطبة وبكلمتين: «لم تصل»! نعم هذا كان جواب الوزير فهمي على سؤالي.
ولكن عندما سألته ثانية: ما هو الحل بالنسبة للوضع الاقتصادي المصري؟ أجابني: الحل الوحيد هو في قيام وحدة إقتصادية بين مصر وليبيا والسودان، وأوضح: يعني تعاضد وتكامل اليد العاملة المصرية والمال الليبي لأنّ ليبيا غنية بالنفط والارض السودانية للزراعة.
بمعنى أوضح انّ الوحدة بين مصر وليبيا والسودان تستطيع أن تشكل قوة إقتصادية عالمية وليس محلية وحسب.
وللتذكير فإنّ الولايات المتحدة الاميركية انتصرت على الاتحاد السوڤياتي يوم احتاج الأخير الى القمح الاميركي.. يعني أنّ أميركا حكمت روسيا بكيس طحين.
منذ إطاحة معمر القذافي وليبيا تعاني من حرب أهلية مدمرة بين متطرّفين إسلاميين هم أصلاً على خلاف بين بعضهم البعض حول الحكم.
ومنذ سقوط معمر القذافي وإلى يومنا هذا لم يمر يوم واحد إلاّ وحال من الحرب الأهلية تدور رحاها في العاصمة طرابلس وفي سائر المدن الليبية.
لذلك، ما هو الحل؟
الحل الوحيد، خصوصاً بعد هذه الحرب الأهلية المدمرة لكل الحياة في ليبيا، وبعد مقتل أعداد كبيرة من الشعب الليبي، وبعد تدمير معظم المدن الليبية، وبعد حرب على المنشآت النفطية، وبعد حرق وتدمير الطائرات التجارية الليبية في مطار طرابلس، وبعد وصول «داعش» الى ليبيا، وبعد مجزرة ذبحه 21 مصرياً قبطياً قبل أيام بشكل وحشي وطريقة بشعة (الذبح كالخرفان)… والآتي أعطم!
وللمناسبة فإنني أشكك في كل أعمال «داعش» وسوف يأتي اليوم الذي تنكشف فيه هذه المؤامرة الدنيئة طبعاً في المستقبل غير البعيد…
أقول: بعد ذلك كله أرى أنّ الحل الوحيد هو أن يحتل الجيش المصري ليبيا ويسلمها في ما بعد الى الجيش الليبي أو ما تبقى من الجيش الليبي الوطني… بعد أن يكون قد حقق فيها الأمان والسلام الداخلي.
لا أدعو هنا الى احتلال بمعنى وضع اليد على ليبيا كما فعل صدام حسين عندما احتل الكويت… كلا طبعاً! ولكنني أطلب من الرئيس المصري وأتمنى عليه أن ينقذ ليبيا والشعب الليبي من الأصوليين ومن حمام الدم الذي يتعرّض له الشعب الليبي.
قد ينتقدني البعض على هذا الموقف ولكنني أقول إنّني أفضّل أن يحتل الجيش المصري البطل ليبيا ويحرّر الشعب الليبي أفضل مليون مرة من أي احتلال أجنبي أو أميركي!