IMLebanon

إني أعترف: كلامهم أرعبني!  

الكلام الذي صدر في الـ24 الساعة الأخيرة مرعب. بالفعل لقد أرعبني. هذا إعتراف صريح ومباشر. إنه كلام مستعار من قاموس المواجهات… والطامة الكبرى أنّ المتحدّثين ليسوا طرفاً واحداً وإنما ينتمون الى الأطراف كافة تقريباً.

إنه كلام كبير وخطر. كلام نسأل، بعد الإستماع إليه أو قراءته، ما إذا كنّا في أجواء حرب ضروس، أو ما إذا كنّا على أهبّة الإنزلاق الى هاوية الحرب؟..

كلهم يهدّد، ويلوّح، وينذر، ويحذّر… ويرفع السبابة حيناً والوسطى أحياناً، بل يشهر هذه الأصبع وتلك في وجه الآخر.

والمسألة ليست بنت اليوم… فمنذ أن تقرّر أن تكون لنا إنتخابات نيابية منذ ما قبل التمديدين السابقين وحتى ما قبل التمديد الآتي قريباً، والكلام الكبير يتردّد في الصالونات كما في شارع الصحافة وكما في أزقة السياسة وزواريبها.

بداية نذكر بأننا كنّا كتبنا، هنا، قبل وقت غير بعيد مشيرين إلى كلام للرئيس نبيه برّي يحذر فيه مرة من حرب أهلية ومرة من ثورة عارمة إذا حدث كذا أو كذا في قانون الإنتخاب.

حرب أهلية؟ ثورة؟ أجل! هذا كان التحذير الذي صدر عن رئيس المجلس النيابي. وقلنا يومذاك إن دولته أراد أن يكبّر الحجر كي يحرّك مشاعر القوم، فيسارعوا الى المشروع التأهيلي الذي كان دولته يتبناه، وربما كان أول ممن طلع به مطمئناً الفريق المسيحي  بقوله يومذاك إن في التأهيلي شيئاً من الأرثوذكسي. ثم تبين لنا، كما نرى في الأيام الأخيرة إن أبا مصطفى ينكر حِنّة التأهيل والمؤهلين وأثرها، بل ربما إستعار بعض ما قاله مالك في الخمرة ليقوله في هكذا مشروع، ولينطلق الى النسبية المطلقة.

وبينما تفقّس دجاجة الوزير جبران باسيل مزيداً من بيض المشاريع الإنتخابية، بحيث يجب أن يكون المرء عدّاء أولمبياً في السياسة كي يلاحق مستجداته، ارتفع صوته أمس عالياً جداً محذّراً من أنّ قانون الإنتخاب «مسألة حياة أو موت». هكذا مرّة واحدة: حياة أو موت! والعياذ باللّه.

أمّا الدكتور سمير جعجع فكان يؤكد أن النضال والمقاومة لم ينته زمنهما بعد، وقد نكون اليوم في أمس الحاجة اليهما، وربما كانت هذه الحاجة اليوم أكثر منها في زمن الوصاية السورية كما قال الحكيم. فالآن هو زمن المقاومة والصمود الفعليين.

وذهب الوزير غازي العريضي الى حدّ الإستنتاج (من كلام قال إنه قيل في الإجتماع الموسع حول قانون الإنتخاب) بأنّ البعض يعمل على المؤتمر التأسيسي إنطلاقاً من السعي الى تعديل الدستور.

الشيخ نبيل قاووق، عضو المجلس المركزي في حزب اللّه، كان يحذّر أمس من أن الوقت ينتهي وهامش المناورة إنتهى…فإما نحو الهاوية وإما نحو الإنقاذ…

زعيم «المردة» الوزير سليمان فرنجية اتهم بدوره ما يطرح من قانون الإنتخابات على تعدد الصيغ بالفكر التقوقعي الذي هو فكر تقسيمي.

وفيما تستعر التهديدات وتزدهر الإنذارات كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يقول للعمال: «لكم في عيدكم تحية تقدير والتزام (…) ونعتبر كلاً منكم عنصراً أساسياً لا بل المحرك الأبرز لعملية النهوض الوطني والتنمية الشاملة».

أما الرئيس سعد الحريري فتحدث عن سعادة المواطنين وعن بيروت التي هي جوهرة لبنان والشرق الأوسط.

خرقان عوني وحريري للغيوم الملبّدة.