تمتعت بالإستماع الى خطاب السيد حسن نصرالله منذ يومين، وكدت أن أطير من الفرح، ولكن، وبعد انتهاء الكلمة، تحدثت الى نفسي قائلاً: الذي يسمع كلام السيد لا بد ان يفرح كثيراً خصوصاً حين قال انه سيحاسب في الملف الإقتصادي، وسيعطيه إهتمامه، ولن يسمح بعد اليوم بأي سمسرة او سرقة أو هدر في الدولة.
وهنا لا بد ان نسأل السيد:
أولاً: منذ العام ١٩٩٢ و»حزب الله« في السلطة، دخل اليها من باب الإنتخابات النيابية، وفاز يومها على دولة رئيس مجلس النواب الرئيس حسين الحسيني، الذي مُني بخيبة أمل خصوصاً بعدما حقق اكبر انجاز في تاريخ الوفاق اللبناني وعليه هو يعتبر ابا »الطائف«، ومنذ تلك الإنتخابات و»حزب الله« في الحكم، وعندما يقول انه اليوم سيحاسب، فهل يمكننا ان نسأله: لماذا اليوم، وماذا كنتم تفعلون منذ عام ١٩٩٢؟
ثانياً: تحدث السيد عن الوضع الاقتصادي والإنهيار، واننا وصلنا الى حال الإفلاس، ونحن بدورنا نسأله، ونريد ان نلفت نظره (ربما تكون قد خانته ذاكرته) الى الامور الآتية:
أ- هل يعلم السيد حسن نصرالله ان كلفة حرب تموز عام ٢٠٠٦ على اللبنانيين بلغت ١٥ مليار دولار! يعني »لو كنت اعلم« كلفتنا كمواطنين لبنانيين ١٥ مليار دولار.
ب- هل يعلم السيد حسن نصرالله ان نصف الدين البالغ ٨٠ مليار دولار يعني ٤٠ مليار دولار بسبب الكهرباء بمعدل مليارين كل سنة ولأسباب يعلمها السيد او لا يعلمها، خصوصاً ان كل اللبنانيين اصبحوا خبراء في موضوع الكهرباء وبالتالي يعرفون من يمنع بناء المعامل، ومن يعمل على الجباية، ومن يدفع بدل استهلاك التيار الكهربائي ومن لا يدفع، ومن يحصل على الاموال من المولدات كما اعلن احد كبار المسؤولين انهم يحصلون على ٣ مليارات سنوياً.
ج- وموضوع الجباية، خصوصاً من يستورد عبر المرفأ، وكيف تدفع ٥ الاف دولار فتستطيع ان تحصل على كونتينر يستوعب كل عجيب وغريب وبدون ضرائب.
د- الكل يعرف من وراء زراعة المخدرات، واين تزرع.. ومعامل الكبتاغون اين ومن يحميها؟ ولماذا اثنان من قيادة حزب الله اشقاؤهما هم المتهمون ومن يحميهم؟.
هـ – واهم موضوع ان ما يعطل السياحة في لبنان هو سلاح حزب الله… والكل يعلم كيف اسقط الحزب وحلفاؤه الرئيس سعد الحريري بينما كان ينتظر اللقاء مع الرئيس الاميركي آنذاك باراك اوباما… ثم عينوا نجيب ميقاتي الذي كان بطل هدم الاقتصاد اللبناني.
وقد تراجع الناتج القومي من ٩٪ الى صفر في المئة نعم صفر بفضل حزب الله الذي كان هو الحكومة ولم يكن ميقاتي الا طربوشها بدون اي فعالية ولم يكن عنده الحد الادنى من القرار.
و- السياحة في لبنان التي تعتبر المورد المالي الحقيقي للإقتصاد اللبناني وبفضل تدخل حزب الله في البحرين والكويت وسوريا والعراق لم يعد المواطن الخليجي والسعودي يريدان لبنان بل الاخطر انها المرة الاولى التي بدأ الخليجيون ببيع ممتلكاتهم وعقاراتهم المبنية وغير المبنية خصوصاً السعوديين.
ز- ويهمنا ان نلفت نظر السيد الى ان الضغوط التي يتعرض لها القطاع المصرفي من اميركا سببها ايضاً حزب الله ولا يمكن ان يفوته هذا الموضوع بالرغم من انه قال ان الاموال تأتي اليه من ايران وانه لا يتعاطى مع البنوك.
الخلاصة: اليوم إستفاق السيد وقال انه يريد ان يحاسب من اليوم على كل هدر وكل سرقة وانه سيهتم بالملف الاقتصادي.
بالمناسبة هل تستطيع اي حكومة ان تصرف قرشاً بدون موافقة مجلس النواب؟
والسؤال: اليس ان الاموال كلها التي انفقت منذ العام ١٩٩٠ صرفت بعلم وموافقة حزب الله؟ فلماذا يقول السيد اليوم أنه يريد ان يحاسب؟ ماذا كان يفعل في السابق؟!..
عوني الكعكي