بعد خسارته في الانتخابات البلدية، يرفض النائب السابق مصباح الأحدب الانكفاء، ويستعد للترشح إلى الانتخابات النيابية. افتتح مكتباً جديداً، ويقوم بتأسيس ماكينته الانتخابية. ولا يزال، حتى الساعة، «يتكبّر» على التحالف مع أيّ من القوى السياسية في طرابلس
حين قرّر مصباح الأحدب تأليف لائحة خاضت الانتخابات البلدية، ارتفعت أصوات عدّة في طرابلس تنتقد إقدامه على هذه الخطوة وهو النائب السابق والمرشح المُحتمل لتبوّء أيّ منصب سياسي. رأى هؤلاء أن خسارته في البلدية (وهو ما حصل) يعني إقصاء نفسه بنفسه من الصورة السياسية على المستوى الوطني. يومها، ردّ الأحدب عبر «الأخبار» بأنّ «البلدية هي سلطة تنفيذية. إذا فزتُ، فسأكون قادراً على تنفيذ المشاريع (…) مجلس النواب لم يجتمع منذ فترة.
ولنحسب أني انتُخبت نائباً، من سيُنفّذ؟». الرأي العام الطرابلسي خذل النائب السابق في «البلدية»، فنال ٤٩٧٦ صوتاً فقط وحلّ في المرتبة الـ٢٥ بين المرشحين الخاسرين. أتى ذلك بعد خسارة الأحدب لدورتين نيابيتين في الـ٢٠٠٥ والـ٢٠٠٩. إلا أنّ ذلك لم يمنعه من افتتاح مكتب خدماتي جديد في طرابلس، والاستعداد للترشح إلى الانتخابات المقبلة.
على الرغم من أنّ الأحدب موجود بصورة دائمة في طرابلس، إلا أنّ سياسييها والناشطين في مجتمعها لا يشعرون بأي حركة سياسية أو انتخابية له. هكذا يردّون لدى السؤال عنه. ما يُقلّص من حظوظه أيضاً، وفقاً لهؤلاء، «صعوبة تحالفه مع أيّ من القوى، إن كان بسبب خلافه السياسي معها أو لأن لكلّ منها التزامات سياسية سابقة». كذلك فإنّ الأحدب قد «لا يُشكل رافعة انتخابية».
سنرى كيف سيقسّمون التحالفات في ما بينهم ونرى أين تكمن مصلحتنا
في البداية، يُصرّ الأحدب على أنّ حظوظه مرتفعة، مُذكّراً بانتخابات عام ٢٠٠٠، «حين كانت الانتخابات وفق النظام الأكثري وتمكنت من الفوز منفرداً. كان الجيش السوري موجوداً في لبنان، وكانت الناس تعرف أنّ موقعي واضح». الظروف حالياً تبدّلت «صحيح»، يقول موافقاً. والسبب برأيه «إفساد المجتمع بالمال الانتخابي، ومن خلال المزايدة على مطالبنا». بعد النقاش، يصل إلى نتيجة أن «المعركة صعبة علينا وعليهم أيضاً». طبعاً، يُفضّل اعتماد «النسبية» في الانتخابات. في مكتبه، يجري العمل لإطلاق الماكينة الانتخابية، وخلافاً لما يُقال عن ضائقته المادية، «لدينا المال لتحريك الرأي العام والقيام بالحملة».
لغة الأحدب الواثق من نفسه وقدراته لا تتلاقى مع نتائج آخر اختبار شعبي خضع له. يُبرر بأنّ نسبة التصويت في «البلدية» بلغت ٢٥٪ فقط، «هؤلاء لم يُركزوا على خياري». الهدف من البلدية كان وضع مطلب طرابلسي «بعد أن صادر الكل مطالبنا وأصبحوا يزايدون علينا، واكتشافنا أنّ الموالاة (تيار المستقبل) والمعارضة (ميقاتي وريفي) لا يختلفون سوى على السلطة، في حين أنّ أحداً لم يُطالب مثلاً بإدراج مشاريع لطرابلس ضمن الموازنة».
حتى الساعة، لا يوجد تواصل مع أحد، «من دون أن تكون القنوات مقطوعة». أول ردّ لديه حول سؤال مع من سيتحالف انتخابياً كان: «ما بدي إتحالف مع حدا». فاذا اعتُمدت النسبية «أكون غير مضطر إلى التحالف مع أحد». أما إذا بقي القانون النافذ (المعروف بالستين) فـ«سنرى كيف سيقسّمون التحالفات في ما بينهم ونرى أين تكمن مصلحتنا». يُفرّق بين التحالف الانتخابي والتحالف السياسي المُستبعد. فيما الأول مُحلّل لأنهم «هم أيضاً بحاجة إلي». لا يوافق على نظرية أن لا مكان له على أيّ من اللوائح المتوقع تشكيلها، «بل أنا الذي لا مصلحة لدي بذلك. هم في الحكم ويعدون بمشاريع إنماء، فيما العالم ازدادت فقراً. ما الفائدة منهم؟».
ينفي أن يكون أقرب إلى التحالف مع ميقاتي من الرئيس سعد الحريري. ولكن، حين «أطلقنا المبادرة السنية (في ٢٠٠٥) تواصلنا مع ميقاتي ووقّع معنا، في حين أنّ الحريري اعتبرنا نقسّم الطائفة»، لا بل إنّ المسؤولين المقرّبين من الحريري «يرفضون استقبالي، كالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان. يعتبرونني غير موجود». وحين سخر الأحدب من تحويل إعلان لشركة مشروبات غازية في طرابلس إلى «قضية المسلمين في المدينة، عوقِبتُ بسحب مرافقي». من الأقوى سياسياً في طرابلس اليوم؟ «لا يوجد سياسة في المدينة. إعلان كوكا كولا بدا كأنه المطلب الأساسي. هذا تسخيف لطرابلس».