IMLebanon

سأبقى متفائلاً

 

 

اتصل بي صديق، هو رجل أعمال عربي، يتنقل بين لبنان والبلدان العربية والاوروبية وأميركا اللاتينية، وقال لي: بصراحة، لقد زرت الكثير من بلدان العالم، وفي الحقيقة أنّ بلدكم لبنان هو من أجمل الأوطان في العالم: جمال الطبيعة، الحياة الاجتماعية، المطاعم، «الشوبينغ» (…) ولكن عندكم مشكلة.

 

سألته: ما هي؟

 

أجابني: كي تستطيع أن تعيش مرتاحاً في لبنان عليك أن تقاطع أخبار التلفزيونات و»التوك شو»، وألاّ تقرأ الصحف، وأن تبتعد عن «السوشيل ميديا» التي هي أسوأ من الاثنين… وهكذا تستطيع أن تتمتع بحياتك في لبنان وتعيش حياة هانئة رغيدة.

 

قبل أربعة أيام من إقرار الموازنة كنت قد التقيت أحد أصحاب المصارف وكان متشائماً، وقال لي: هناك مشاكل ستحول دون إقرار الموازنة بحسب ما وردني من أخبار.

 

قلت له: لا أريد أن أسألك عن مصادر الخبر الذي وصلك، ولكنني أود أن أقول لك، بالرغم من كل ما قرأت أو سمعت أو شاهدت، فالأمور تسير نحو إقرار قانون الموازنة.

 

صديق ثالث، صاحب مشروع سياحي، متشائم قال لي: إنني وصلت الى حال من اليأس… لا شيء يبشّر بالخير.

 

قلت له: ضع إيمانك في ربك واتكل على الله، ولا تيأس، لقد تحمّلت الكثير الكثير وأنا على علم بذلك، ولكن أبشرك بأنني أتوقع أننا مقدمون على أيام سعيدة، وهنا أريد أن أقول لك: مع تقديري واحترامي لشخصك ولثروتك، فلبنان بلد صعب حكمه، لأننا نعيش في ظل ١٨ رئيس جمهورية، و١٨ رئيس حكومة، و١٨ رئيس مجلس، و١٨ دولة، ما عدا التدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية، ولكن هذا الشيء لن يستمر، لقد مررنا باحتلال فلسطيني من ١٩٦٩ حتى ١٩٨٢، ثم باحتلال سوري من ١٩٧٥ حتى ٢٠٠٥، ومررنا باحتلال من العدو الاسرائيلي في العام ١٩٨٢ وحتى العام ٢٠٠٠، وكانت بيروت أول عاصمة عربية تقع تحت الحصار الاسرائيلي والاحتلال.

 

وأضفت: فمَن بقي من هؤلاء المحتلين…؟ ثم قلت: اليوم نحن نمر في مرحلة احتلال إيراني، ومصيره سيكون كسابقاته من الاحتلالات… ولكن ستعود الدولة اللبنانية الى سابق عهدها، فالاحتلالات وضع غير طبيعي، وغياب الدولة الفاعلة غير طبيعي، ولكن هذا كله لن يدوم…

 

على كل حال، في هذه الأيام الصعبة لا بد من الإشارة الى وجود مسؤول مثل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ومسؤول مثل الرئيس سعد الحريري، ووجود حاكم مصرف لبنان مثل رياض سلامة، ووجود قطاع مصرفي يفتخر به كل لبناني وأصبح مدار تقدير عالمي على رأسه الدكتور سليم صفير، وجميع القوى العسكرية والأمنية بالقيادات ورئاسات الأجهزة… بوجود هؤلاء لا بد من أن تصطلح الأمور.

 

عوني الكعكي