يقرأ الوزير السابق البروفسور ابراهيم نجّار في مهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في لبنان، دلالة على أن الإدارة الأميركية ما زالت مهتمة بالملف اللبناني، ولأسباب تتعلق بمصالحها أولاً في لبنان، ومصالح متعلقة بالإنتخابات الأميركية ثانياً، ولأسباب تتعلق بمصالح السلم في الشرق الأوسط وعدم تمدّد الحرب من غزة ثالثاً. ويؤكد لـ “الديار” أن “عودة الديبلوماسية الأميركية إلى لبنان أتت على خلفية كل هذه الأسباب، وهي إيجابية جداً جداً للبنان”.
وفي القراءة الثانية، يقول أنه “مما لا شك فيه أن هناك تنسيقا كاملا بين الخطوات العملية الأميركية والخطوات العملية الديبلوماسية الفرنسية، لأن الأميركيين قادرون على الضغط على “إسرائيل” أكثر من فرنسا، وبالتالي هناك مصداقية أكبر لتحركاتهم المكوكية في المنطقة”.
وفي القراءة الثالثة يلفت إلى أنها “المرة الأولى التي يجتمع فيها هوكشتاين مع المعارضة، من دون أن يلتقي مع “التيار الوطني الحر”، وفي الوقت نفسه يعتبر الرئيس نبيه بري مدخلاً مميزاً على حقل التحرك بالنسبة لحزب الله”، ويشدّد على أن “هذه القراءات الثلاث تتناول مهمة هوكشتاين في الشكل، أما من حيث المضمون فهو طرح طروحات جدية ومهمة، وأنا أرى أن “إسرائيل” تمارس ضغوطات كي يوافق حزب الله على الإنسحاب وتطبيق القرار 1701 من دون معركة أكبر، وهذه الرسالة يفهمها جيداً حزب الله، بدليل أنه لم يطلق هذا الكمّ الهائل من الصواريخ باتجاه إسرائيل”.
ويشدّد على “أننا أمام معركة شد حبال، وبمدى محدّد حتى منتصف نيسان المقبل، حيث يمكننا القول أن هناك مجالاً للأخذ والردّ، ولكن هناك حدود أيضاً للتحركات المكوكية، لأن “إسرائيل” في حال لم تتمكن من الوصول إلى مبتغاها لجهة تطبيق ألـ1701 وانسحاب الحزب إلى الليطاني، فهي لن تتوقف عند هذا الحدّ”.
وحول ما قد تقوم به “إسرائيل” بعد هذا الموعد، يقول أن “إسرائيل اتخذت القرار بالتصعيد، ولكن مع وقف التنفيذ بالكامل، أي إذا وافق حزب الله وإيران على الإنسحاب إلى الليطاني”، ويشير إلى أن “مقترحات هوكشتاين تتّسم بالليونة، لأنه يطلب فقط إزالة المظاهر المسلّحة جنوب الليطاني، وليس نوع سلاح الحزب أو حلّه، أي أنه يريد فقط وضع ترتيب للحدود البرية ووقف لإطلاق النار بشكل جدي، يتيح “لإسرائيل” بإعادة المستوطنين إلى منازلهم”.
وبالنسبة إلى الملف الرئاسي، يؤكد أن “حزب الله لن يتراجع عن ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية، لأنه يعتبر أن غيره سيطعنه بالظهر، ولكن هذا الأمر قد يتغيّر فيما لو قبضت إيران ثمناً أعلى”.
وعن معضلة أن الفريقين متعادلان في الأصوات يجزم أن “لا حلّ داخلياً، والحل الوحيد يمكن أن يأتي عن طريق الإتفاق الأميركي ـ الإيراني”.
وعما إذا كانت ستنجح الخماسية في الملف الرئاسي، يرى أنها “ستفشل لأن القرار هو بيد واشنطن، وما يمكن أن تتنازل عنه لإيران”.
وعن المخاوف من حصول حرب، يقول أنه “حتى نيسان المقبل نسبة الحرب الشاملة هي 25%، وبعد منتصف نيسان في حال بقي الوضع على ما هو عليه، ستصبح نسبة الحرب الشاملة 75%”.
وحول اتهام المعارضة المسيحية برفض الحوار، يقول “مَن جرّب المجرّب يكون عقله مخرّبا، لأننا اختبرنا نتائج الحوارات السابقة، ولا شيء إسمه حوار، بل هناك شيء إسمه مُشارَطة”.
ولكن ألا ترى أن هناك إقصاء للمسيحيين عن السلطة في ظل غياب رئيس الجمهورية؟ يجيب: “ما هو جيد أن الفريقين السنّي والشيعي لا يريدان التخلّي عن الدور المسيحي، والخلافات المسيحية ـ المسيحية هي أساس الأزمة”.
هذا يعني أننا بتنا أمام ضرورة حصول توافق جدّي بين القوى المسيحية، لكن نجار يرى أن “ما من نية لحصول هذا التوافق، لأن كل فريق حتى اليوم يتمترس في موقعه”.