Site icon IMLebanon

لو كنت مكان جعجع

لوْ كنتُ مكان الدكتور سمير جعجع – وهذا افتراض ذهني لا هو يخشاه ولا أنا أتمنَّاه – لوْ كنتُ مكانه، لما تردَّدتُ لحظة في تجنيد كل طاقات العون للعماد ميشال عون، من أجل أن يتربّع على سدّة الرئاسة في بعبدا… ولكنتُ أقمتُ له حفلات الدعم ومهرجانات التأييد انطلاقاً من بلدة بشرّي الشمالية الى ما بعد بعد حارة حريك والضاحية الجنوبية.

وفي اعتقادي، أن الدكتور جعجع لا يكون بذلك قد أسدى خدمة ذهبية للعماد عون، بقدر ما يحقق بعض التعويض الدفين عن تلك التي قيل إِنها حرب إلغاء.

أليس أنَّ على رئيس الجمهورية أن يمثُلَ بعد انتخابه أمام مجلس النواب ليقسم اليمين بالنص الدستوري القائل:

«أحلف بالله العظيم أني أحترم دستور الأمة اللبنانية وقوانينها وأحفظ استقلال الوطن اللبناني وسلامة أراضيه؟»

وأيُّ بطل هو، وأي رئيس؟ يستطيع وسط هذه المعمعة الهائجة والهيمنة العارمة أن يبرّ بالقسم بحسب هذا النصّ الدستوري ودقّة مضمونه ومعناه؟

أليس أنه إنْ حاول أن «يخلخل» المسمار، أو يلوّح بتحطيم الرؤوس، فقد يتحطّم رأسه فوق رأس الجمهورية وحطامها؟

حين يتعذّر على فارس بعبدا أن يمتطي حصان الدولة الدويَّ الصهيل، وأن يشهر سيف الشرعية والقانون في وجه الذين يغتالون القوانين، فقد تسقط به ومعه مواصفات الرئيس القوي، التي طالما كانت واحدة من القصائد الشهيرة التي عرفت بالمعلقات السبع.

وهذا يعني في المقابل أن ما ينطبق على العماد ميشال عون في هذا المجال، ينطبق أيضاً وبمفعول أدقّ على الدكتور سمير جعجع، بما حدّده كلٌ لنفسه من معايير الصلابة والقوة، من دون أن نسأل بأي سلطان يستطيع هذا القوي أن يبسط سلطة الدولة على الأرض، وكيف؟ وأين؟ وعلى من؟

لأن الجمهورية في هذا الظرف ليست قلعة محصنّة في وجه الذين يحاصرونها لتُستخدَم منصّة لرمي النبال، وليست من المتانة التي تحتمل المبارزة الصاخبة على ظهور الخيل.

فإننا نرجو أن يحتفظ كلٌ من الأقوياء بقوته ليومٍ قد يكون أدهى، ولْنأتِ لهذه المرحلة برئيس تكون قوته في ضعفه، حتى يتسنى للأقوياء الكبار أن يحطموا الزجاج الذي يفصل بينهم، ومن دون أن يجرحوا أيديهم أو يهشّموا وجوهنا.