عندما استمعت الى الرئيس السابق اميل لحود يتحدّث عبر شاشة التلفزيون تذكرت اليوم الذي اختاره السوريون قائداً للجيش… فالرئيس حافظ الاسد عندما اطلع على ملفات الضباط المرشحين للقيادة، يومذاك، تبيّـن له أنّ لحود لم يقرأ أي كتاب…
وهكذا من بركة السباحة والتمدّد تحت أشعة الشمس، لشدّة اهتمامه بجسمه، وهو يرتدي المايوهات الفاخرة بالألوان الفاقعة… عُيّـن لحود قائداً للجيش.
وبسبب حسن سلوكه وتنفيذه الأوامر السورية بحذافيرها اختير لاحقاً رئيساً للجمهورية… ولكن الأمر تأخر ثلاث سنوات بسبب التمديد للرئيس المرحوم الياس الهراوي… من هنا بدأ حقده على الهراوي وأيضاً على الرئيس الشهيد المرحوم رفيق الحريري.
وما دفعني الى التأكد من أنّ اميل لحود لا يقرأ ما تبيّـن من أنّه لا يتابع الأخبار المتداولة، فعندما قال في المقابلة التلفزيونية ذاتها إنّ «حزب الله» ذهب الى محاربة «داعش» في عرسال والقلمون، فاته أنّه لم يكن من «داعش» يوم انخرط الحزب في الحرب السورية.
وإذا كان لا يعرف فمن الأفضل له أن يسأل أحداً ويستفسر عن الوقائع قبل أن يتناولها في أحاديثه.
مصيبة أنّ شخصاً كان في المركز الأرفع في البلد وهو لا يقرأ ولا يتابع!
أمّا حقده فليس على الهراوي والحريري وحدهما فها هو أيضاً يحقد على الرئيس ميشال سليمان لأنّه ألغى الكذبة الكبرى التي اسمها ثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة»، لأنّ سليمان أدرك حقيقة «حزب الله» الذي لم يعد يريد المقاومة…
فبعد العام 2000 لم تعد ثمة حاجة للمقاومة… ولو كان الحزب يريد فعلاً أن يقاوم لكان وضع قواته وسلاحه في تصرّف الجيش اللبناني.
فعلاً، بعد العام 2000 لم يعد من مبرّر للمقاومة لأنّه لم تعد هناك من أراضٍ لبنانية محتلة…
من هنا، انّ الرئيس سليمان كان على حق، لأنّ ما حدث بعد حرب العام 2006 من احتلال لبيروت ومن القمصان السود ومن محاصرة السراي، ومن احتلال وسط العاصمة أشهراً طويلة… يؤكد حقيقة أهداف الحزب، فالبندقية التي تكتسب شرعيتها من التحرير ومقاومة العدو أصبحت في خدمة مشروع ولاية الفقيه، وأضحى الحزب وبندقيته منصّة لإيران على شاطئ البحر المتوسط، على حد ما قال الإيرانيون أنفسهم!
فعلاً… حق اميل لحود أن يحقد على ميشال سليمان الذي قال لـ»حزب الله»: كفى! في الوقت الذي يتمنّى اللبنانيون لو تم التمديد لسليمان، وهم الآن يترحمون على عهده… بينما تاريخ اميل لحود الأسود يجعلهم آسفون لأنّه مدّد له ثلاث سنوات، وهو الذي جرى قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري في أيامه وبالذات في ولايته الممدّدة.