Site icon IMLebanon

إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب  

 

الوزير جبران باسيل لا يكاد يأخذ موقفاً مشرفاً ومتقدماً على جميع الدول، كالقرار الذي اتخذه حول فتح السفارة اللبنانية في القدس، حتى يسكره هكذا إنجاز… لأنّ ما قاله في إحدى الزيارات الانتخابية في عكار… لدينا ملاحظات عليه:

 

1- يتهم أنّ اللبناني يتأثر بالسفارات، نتمنى أن يعطينا إثباتاً واحداً على هذا الكلام، أما إلقاء الكلام من أجل الكلام فهذا غير مقبول من وزير مسؤول.

2- لبنان المؤسس في جامعة الدول العربية كان يتميّز بأنه يكلف الوساطة وإيجاد الحل في أي خلاف عربي – عربي، فهل سياسة النأي بالنفس تقتضي أن نرمي الاتهام على السفارات؟ أهكذا يكون النأي بالنفس؟

3- لبنان، اليوم، بحاجة الى أن تكون علاقاته مع جميع بلدان العالم من أحسن العلاقات، فما الفائدة من استفزاز سفراء الدول العربية والأجنبية بكلام إنتخابي صغير وضيّق؟ هل يوضح لنا ما هي هذه الفائدة؟

الأهم من هذا وذاك، إذا كان الوزير باسيل يقصد أنّ المشكلة هي في إيران التي تمد “حزب الله” بالمال والسلاح، فـ”حزب الله” حليفه أولاً، وثانياً: أهل السُنّة وقسم كبير من المسيحيين (أكثر من نصفهم) يرفضون سلاح “حزب الله” رفضاً قاطعاً ويطالبون بأن يكون البديل سلاحاً للدولة.

قد نتعاطف مع الوزير الذي رسب مرتين في الانتخابات، وباتت تشكل عقدة حياته… ولكن بعدما ركّب قانوناً هجيناً، فلا يستطيع أي مواطن وأي زعيم وأي مسؤول لغاية اليوم التعامل مع هذا القانون، ونحن نحمّل المسؤولية هنا للنائب جورج عدوان بسبب المزايدة بينه وبين باسيل التي أدّت الى هذا القانون الهجين.

إنّ الوزير جبران باسيل هو وزير للخارجية وليس مقبولاً أن يلقي الكلام كما لو كان مجرّد مرشح للانتخابات وليس في الموقع الديبلوماسي الأوّل الذي تترتب على كل كلمة تصدر عنه مسؤوليات.

عوني الكعكي