Site icon IMLebanon

لو تكلمت الخامسة والأربعون

لم تعقد الجلسة الرئاسية الخامسة والأربعون، هذا صحيح. لكنها كانت الأكثر إيحاء ودلالة… والتي ضمت كماً من الرسائل من وإلى افرقاء كثيرين، حتى داخل البيت الواحد، أو الكتلة الواحدة، والجماعة الواحدة.

هنا ملاحظات سريعة:

1 – من المرّات النادرة التي يرجىء فيها الرئيس نبيه بري الجلسة الرئاسية التالية شهراً. كان قد درج على أرجائها ما يراوح الثلاثة أسابيع، أحياناً أقل بيوم أو يومين وأحياناً بما يتجاوز الأسابيع الثلاثة بيوم أو يومين إنطلاقاً من مراعاة أيام التعطيل الرسمي. هذه المرة أرجأها شهراً طويلاً (31 يوماً) + يومين من شهر أيلول الجاري.

طبعاً، مبدئياً، وحتى نظرياً، هذا ليس أمراً جوهرياً، ولكنه على أرض الواقع هو رسالة الى العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري معاً بأن «المبادرة» لن تمرّ بسهولة، وبأن رئيس المجلس هو سيّد قراره، ولا يتأثر لا بالأقربين، ولا بالأصدقاء ولا بالحلفاء وطبعاً هو لا يتأثر بحليف الحليف.

إلاّ أنّ هذا التعيين في 31 تشرين الأول المقبل لا يحول دون الدعوة الى جلسة في أي وقت من اليوم إذا توافرت الظروف الموضوعية لانتخاب الرئيس. علماً أن الأطراف كانت تترقب موعد الجلسة لتتلمس منه قرب أو بعد نضوج التسوية وفق المبادرة الحريرية الأخيرة.

2- كم كان المشهد معبّراً، ويحكي بذاته عن ذاته، عندما توافد نواب كتلة تيار المستقبل الى الإستماع الى عضو كتلة فرنجية النائب اسطفان الدويهي الذي أكّد الإستمرار في ترشيح فرنجية (…).

وقد كان استماع نواب المستقبل الى الدويهي في حضور يفوق، وأقله يوازي حضور الإعلاميين… وكانت أمائر الوجوه تكشف خفايا القلوب.

3- مؤسفاً كان دوري شمعون… الى درجة كبيرة عندما أراد النيل من العماد عون في مسألة العمر. وهذا ما قصر حديثه عليه!

مؤسفاً جداًَ كأن لسبب بسيط: لأنه، أي دوري شمعون، هو أكبر سناً من العماد عون بثلاث سنوات على الأقل (باعترافه). ولأن الرئيس نبيه بري في سن مماثلة للعماد، ولأنّ الرئيس المرحوم كميل شمعون عاد فترشّح للرئاسة قبل أن ينسحب امام الشيخ أمين الجميل وكان له من العمر 82 عاماً… ثم عاد فترشح بعد إنتهاء ولاية الجميّل وكان قد بلغ التسعين!… ولأن في كلام دوري اشارة سلبية غير مقبولة من نائب ورئيس حزب في حق المسنّين.

4- كان واضحاً موقف القوات اللبنانية من خلال كلام نائب رئيسها جورج عدوان الذي جزم بقدره حزب اللّه في «المونة» على حلفائه.

في أي حال، لم يكن أحدٌ يتوقع إنتخاب رئيس للجمهورية في الجلسة الخامسة والأربعين أمس. والجميع يعرف أن تعيين موعد قريب للجلسة السادسة والأربعين لم يكن يفي بالغرض قبل أن ينهي الرئيس سعد الحريري مشاوراته المستمرة والتي واصلها، أمس، بلقاء رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في «البيت المركزي» في الصيفي.

والناس طفح كيلها، وباتت تريد الرئيس بأسرع وقت ممكن… وهذا ما يتوقعونه في الأيام المقبلة.