IMLebanon

إذا عجزتُم عن التشريع فعالجوا النفايات

إفعلوا ما شئتم، سواء أكنتم من المؤيدين للنزول إلى الجلسة التشريعية أم من المعارضين لها.

قرروا ما شئتم، إذا كنتم تريدون المصادقة على مشاريع القوانين المالية من دون قانون الإنتخابات النيابية وقانون إستعادة الجنسية للمغتربين، أو مع هذين القانونين.

تكابشوا قَدْر ما تستطيعون، ومارسوا سياسة عضّ الأصابع قَدر ما ملكتم من قوة.

ففي المحصِّلة، الشعب لا يتلفَّت إلى ما ستقومون به مالياً، فهذا أقل واجباتكم. والشعب يعرف أنَّ همَّكم الإنتخابي أكبر من همومه، فأنتم الذين ستُنتخبون نواباً وليس هو. والشعب لا تعنيه كثيراً مسألة إستعادة الجنسية للمغتربين، فهو كاد أن يكفر بجنسية المقيمين ويتمنى لو أنه أصبح مثل المغتربين يتنعَّمون بجنسية البلد الذي هم فيه.

***

شيءٌ واحد يريده الشعب منكم:

النفايات، ولا شيء غير النفايات:

يريد منكم هذا التراكم الذي تسببتم به منذ 17 تموز الفائت حتى اليوم. لا تُكبِّروا الحجر ولا تحملوا فوق طاقتكم. منذ 2009، تاريخ آخر إنتخابات نيابية، ما هو عدد القوانين التي صدرت عنكم؟

القوانين تحتاج إلى علم تشريع وأنتم لا تعرفون في التشريع، بينكم الشيخ بطرس حرب مشرِّع اسألوه، وليس بينكم ميشال شيحا أو إدمون ربّاط أو حسن الرفاعي أو نصري المعلوف أو غيرهم من المشرِّعين المحفورة أسماؤهم بخطوط وخيوط من ذهب، أنتم نواب الظروف والتحالفات المذهبية، أنتم نواب ولستم مشرِّعين، وقد جاءت بكم صناديق التفاهمات والتسويات.

تواضعوا، أخفضوا سقف صراخكم، أزيلوا النفايات من الشارع وكَتِّر خيركم.

***

حضرات نواب الظروف، إذا كنتم تعتقدون بأنَّ الوكالة الشعبية التي أُعطيت لكم عام 2009 تستمر بحكم الإستمرارية، فأنتم مخطئون، هذه الوكالة انتهت عام 2013، أما بعد ذلك فما بُني على تمديد فهو تمديد. منذ 2013 وأنتم تجلسون مكان غيركم، فكرسي النيابة يُفترض أن تتجدد منذ عامين، فأنتم فيها بقوة القهر الذي اسمه تمديد، ولكن وبما انكم موجودون بالقوة فمارسوا قوتكم في معالجة قضية النفايات.

حضرات النواب، بالإضافة إلى معالي وزير البيئة الزبالة تأكلنا، فعن أي تشريع تتحدَّثون؟

هل فقدتم حاسة الشمّ؟

ألا تتفرجون على الشاشات حيث النفايات تكاد تخرج منها؟

ليس المطلوب منكم التشريع، فالشعب لا يطالبكم بما لا تعرفونه، مطلوب منكم معالجة النفايات فثابروا على تحقيق هذا الإنجاز لئلا يُقال:

مجلس ال2009 عجز حتى عن جمع النفايات.