Site icon IMLebanon

إذا قبلت واشنطن هل يقبل الآخرون؟!  

 

تضاربت المعلومات حول حجم الضغط الذي سيقع على عاتق الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري خلال عملية تشكيل الحكومة، وعلى الرئيس الحريري تحديداً كونه هو المخوّل دستورياً تشكيلها بالتشاور مع رئيس الجمهورية. وبينما ذهب بعضهم الى حد القول إنّ واشنطن لن تقبل بأي شكل من الأشكال إشراك وزراء لحزب الله في التشكيلة الحكومية، قال آخرون إنّ ما تسرّب (سريعاً) خلال الـ48 الساعة الماضية عبر إتصالات تولاها «طرف ثالث» مع الولايات المتحدة الأميركية كشف أنّ واشنطن تدرك «حساسية ودقة وحقيقة» الوضع اللبناني الداخلي، وبالتالي فهي لن تتجاوز «الخط الأحمر» اللبناني في هذا المجال.

 

أصحاب هذه «المعلومة» يستندون (إضافة الى إتصالات «الطرف الثالث») الى نقطتين مركزيتين:

الأولى: إنّ واشنطن أرفقت قراراتها ذات الصلة بحزب اللّه بالتأكيد على أنها ستواصل دعم الجيش اللبناني. وهذا يفترض بداهة توفير أفضل سُبل الإستقرار و»المسار الطبيعي» للدولة. وفي حال تشكيل حكومة يستبعد عنها حزب اللّه لن يكون ثمة استقرار ولن يكون ثمة «مسار طبيعي» كون حركة «أمل» ستتضامن مع الحزب بالضرورة، وهذا يعني أن طيفاً بارزاً من أطياف النسيج الوطني اللبناني سيكون مغيّباً، مع ما يترتب عليه من تداعيات.

الثانية: كلام منسوب الى أوساط في الإدارة الأميركية تؤكد على أن العقوبات على «الحزب» لا تمتد مفاعيلها الى الشأن الحكومي اللبناني.

ولكن يبقى السؤال:

وماذا عن الموقف العربي، وبالذات الموقف الخليجي تحديداً؟

قبل الإجابة يجدر التوقف عند الملاحظات الآتية:

1 – منذ أشهر طويلة، وبسبب الخلافات داخل دول مجلس التعاون الخليجي (بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وبين قطر) لم يصدر موقف مشترك بارز إجماعي خليجي (عربي) على قضية من القضايا. وحدث هذا الموقف من حزب اللّه بالإجماع.

2 – (واستطراداً) كانت الكويت تميّز نفسها في بعض الأحيان عن هكذا أمور خصوصاً ما يتعلق منها بلبنان والمقاومة فيه… وهذه المرة لم يكن ثمة تمييز.

3- (واستطراداً على الإستطراد) كانت سلطنة مسقط وعُمان كثيراً ما تنأى بنفسها أمام هكذا قضايا ذات إشكاليات… وهذه المرة لم تنأ!

4 – واللافت أنه حتى قطر لم تغرد خارج السرب الذي دفعها الى الخارج. فمع ذلك بادرت الى إعلان تأييدها العقوبات على حزب اللّه بجناحيه العسكري والمدني.

فهل تقبل دول الخليج، وبالذات المملكة العربية السعودية، بأن يدخل حزب اللّه في الحكومة التي بات أكيداً أن الرئيس سعد الحريري هو الذي سيُكَلَّف تشكيلها؟!

وماذا. إذا لم تقبل الرياض؟!

لاشك في أن الحريري مدعو الى مباشرة سلسلة إتصالات طويلة وشاقة.