IMLebanon

ذاك المساء الخليجي في معراب

 

 

«جعجع رجلنا في لبنان». !..

 

يسألوننا «الى متى هذا الرقص العبثي وراء الزجاج» ؟ بتهكم «هذا الرقص العبثي على صفيح ساخن».

 

ثم يقولون «هل تجرأت الصين أن تضع حجراً في سوريا أو أن تشق طريقاً في ايران لكي تراهنوا على استثماراتها لانتشالكم من تلك الحفرة الأبوكاليبتية التي وقعتم فيها، وقد تبقون فيها الى الأبد اذا ما واصلتم انتهاج سياسة ادارة الظهر للعالم»…

 

…»وهل باستطاعة أي حكومة، حتى لو كانت برئاسة جهاد الصمد، أو فيصل كرامي، أن تستورد النفط من ايران لكي تتحدثوا عن معامل الكهرباء، وعن الأعتدة العسكرية ؟ هذا اذا أغفلنا الى أي مدى انتهى الاحتقان الاقتصادي هناك، وقد لامس حدود الانفجار» ؟ ….

 

…» لعلكم تعلمون أنه حتى روسيا تمنعت، حتى لا تزعج «اسرائيل»، عن تزويد آيات الله بالمنظومة الصاروخية اس.اس ـ 400، التي باتت في حوزة رجب طيب اردوغان، وهو الذي يطعن سوريا في الصدر، ويطعن ايران في الظهر».

 

الافطار في معراب، وعشية المفترق الذي ينتظر لبنان، قد يكون أكثر من حدث عادي. اختزال للبانوراما السياسية الراهنة. كلام وراء الضوء عن أن الطريق الى الخليج يمر في معراب، اذا كنتم قد لاحظتم مدى الحبور الذي ظهر على وجه أحد السفراء، وهو يتابع كلمة قائد «القوات اللبنانية» ضد فريق لبناني له وزنه على الأرض.

 

سفير آخر كان يردد مودعاً «هذه الليلة بيّضها الشيخ سمير»…حتى اللحظة لم نتمكن من تفسير لقب «الشيخ» يطلق على رئيس حزب مسيحي لطالما ثار على «مشيخة «آل الجميّل»، مفاخراً بأصله البروليتاري.

 

علمنا من هو رجل القصر، ولكن من هو رجل السراي فؤاد السنيورة أم أشرف ريفي ؟ الاجابة في الصناديق !

 

الكوميديا الانتخابية لم تعد تعني شيئاً. جعجع الذي خطط لمضاعفة عدد نوابه بات يقول «نايب بالناقص، نايب بالزايد، مش مشكلة». متى كان مجلس النواب يختار رئيس الجمهورية؟ ومتى كان أصحاب السعادة يسمّون رئيس الحكومة ؟ الاسم يأتي أو لا يأتي من هذا البلاط أو ذاك البلاط.

 

نعود لننقل ما قيل لنا «ماذا استطاع الايرانيون أن يقدموا لروسيا في حربها التي لكأنها حرب الوجود بينها وبين أميركا على الأرض الأوكرانية ؟ لا شيء، لا شيء على الاطلاق، لا بل أن الايرانيين احتجوا، بصوت عال، على طلب موسكو ضمانات حول العقوبات في أي اتفاق يعقد في فيينا. الايرانيون، وكما يشيع خصومهم، لا مصلحة تعلو على مصلحة بلادهم.هذا، عادة، منطق الدول» …

 

روسيا بحاجة الى صداقة بلدان الخليج، الشريكة في خارطة النفط والغاز، والممر الآمن لحركة الأموال عبر الأسواق، كما عبر الأبواب الموصدة. أحياناً الممر الديبلوماسي أيضاً وأيضاً …

 

في ذلك المساء، كان هناك من يرى أن الخليج قال كلمته من معراب، وفي معراب: «هنا قبلتنا اللبنانية»، لم يعد يجدي قول الرئيس نجيب ميقاتي «السعودية قبلتي الدينية وقبلتي السياسية».

 

هو يعرف من قال في المساء اياه «كل ما يستطيع أن يفعله ميقاتي أن يؤدي مناسك العمرة، وربما يتسنى له أن يلتقي أمير مكة أو قائد الشرطة فيها».

 

وجه آخر للصورة. المعلومات تقول أن الجولة الأخيرة من المحادثات السعودية ـ الايرانية يمكن أن تشكل نقطة تحوّل في العلاقات بين البلدين. الواقع أننا اعتدنا على هذا النوع من الكلام الذي يذهب في الهواء. لكن الهدنة في اليمن، وحيث الدوران السيزيفي في دوامة الدم، قد يشي بأن شيئاً ما قد يطرأ على العلاقات بين الرياض وطهران تكون له تداعياته على لبنان كما على سوريا.

 

ربما من هنا قول ديبلوماسي خليجي لنا «لا تعطوا افطار معراب أكثر مما يستحق. حدث بروتوكولي لا أكثر ولا أقل». نفهم أن السياسة حول لبنان تصاغ في أمكنة أخرى لا في معراب ولا في غيرها.

 

أصحاب السعادة الذين نتوجه لانتخابهم في 15 أيار (يوم النكبة في فلسطين ولعله يوم النكبة في لبنان) «شاهد ما شافش حاجة» …