اكتشف الناس أن الست داعش ضربت في تركيا، وأوقعت عشرات الضحايا في مدينة اسطمبول.
والنكبة حلت في عروسة المدن، كما حلت سابقاً في لؤلؤة العواصم.
وقبل ذلك في نيويورك، حيث خرَّبت النصرة وأختها القاعدة أشهر وأكبر مدن العالم.
كانت اسطمبول نجمة الدولة البيزنطية.
وفي العام ١٤٥٣، بلغ الخلاف بين قادتها أشده، على جنس الملائكة.
واستطاع محمد الفاتح أن يقتحم أسوار القسطنطينية وينهي أسطورة كنيسة أجا صوفيا وينهي أسطورة مملكة بيزنطيا.
هل نسي الرئيس التركي اردوغان، أن داعش، ما كانت لتقوم وتكبر، وتهتك أجمل المدن التركية، لولا دعم نظامه للمدن التي تقوم بأعمال الارهاب في العالم القريب والبعيد؟
داعش والنصرة والقاعدة تقوم، على مرأى من العالم، بذبح الناس بالمدي والسكاكين، من دون أن ترفّ لها أجفان، أو يساورها خفر أو حياء.
إنها حرب العصر بين الاعتدال والتطرف.
لا بل انها عنوان الجهل والحرب على العالم المتحضّر.
لا بل ان العالم، يذوي ويغيب، أمام جحافل المتطرفين والمتهورين.
لا شك في أن البشر، في كل البلدان والأمصار، يمتعض مما يحدث على رقعة العالم الواسع، من أعمال القتل والذبح، وهذا ما لم يشهده التاريخ في أبشع ظروفه.
يُروى أن السلطان العثماني محمود الثاني الذي حكم من العام ١٨٠٨ الى ١٨٣٩، كان يواصل تقدم جيش ابراهيم باشا، باتجاه اسطمبول، فعقد معاهدة مع روسيا، تعهد فيها الروس بالدفاع عن عاصمة الخلافة الاسلامية في حال تعرضها للاجتياح.
إلا أن الحرب الدائرة الآن، غيرها أيام الخلافة الاسلامية، لأنها حرب الجهل في عصر العلم.
طبعاً، لا يبرر أحد ل داعش وأخواتها، هذه الهجمة البربرية على معالم الحضارة، إلا أن الحرب، هي الحرب، وإن اختلفت وجوهاً وأساليب!!
وما يحدث في لبنان الآن، لا يوحي بأي نصر لقوى الحق، ولا للعناصر الممعنة في الدفاع عن القيم.
بيد أن للخُلُق مبادئ، وتوجهاً نحو الحضارة الانسانية.
وساعة يذبل الخُلُق، يتقهقر الحق ويتمدد الباطل.
كان الرئيس الأميركي ويلسون يطلق بعد الحرب العالمية الأولى حق الانسان لا الحكومات في حصانة البشر من الطغيان.
ويقول لمن يساوره في ارادته إن للانسان طاقات حية، تؤازره في دعم الحق وزهق الباطل.
هل نجح ويلسون في دعوته، أم أن داعش في اسطمبول، والقاعدة في واشنطن ونيويورك، وأخيراً في باريس، أمام تمدد الجهل وانحسار الحضارة؟