مما لا شك فيه، أن العدوان الإسرائيلي اتى بمثابة الإنذار الأخير قبل الإنفجار الواسع الذي قد يأخذ المنطقة إلى حافة الهاوية، وذلك بالتوازي مع إعلان الحوثيين الحرب الشاملة على “إسرائيل”، دون أية ضوابط، بحيث باتت الأوضاع مهيأة لمزيد من التدهور في أكثر من منطقة وجبهة.
وفي هذا السياق، يؤكد النائب إيهاب مطر لـ “الديار” أن “المسيّرة الحوثية ـ الإيرانية التي أصابت “تل أبيب”، والردّ “الإسرائيلي” باستهداف مخازن الوقود في ميناء الحديدة اليمني الإستراتيجي، شكلا محطة خطيرة في المسار التصعيدي الذي يأخذ الشرق الأوسط إلى احتمالات لا سابق لها، ربما، في ما يتعلق بإعادة رسم خارطة جيو ـ سياسية كبرى جديدة”.
ويرى أن “المسيّرة التي أصابت “تل أبيب”، كانت رسالة واضحة “للإسرائيليين” بأن أمنهم ما عاد رهناً بعدو يلاصقهم (حماس) أو يجاورهم (حزب الله)، بل بطرف على مسافة بعيدة جداً، من شأنه تأكيد قدرة إيران على فرض خياراتها حرباً وسلماً”.
وحول مصير الإستحقاق الرئاسي المجمّد منذ أكثر من عامين، يبدي أسفه من “تعايش اللبنانيين مع تعنّت القوى السياسية في التعطيل”، ويقول: “لا زلنا مكاننا، نعيش حالة مراوحة بين الحوار والمشاورات، إنما المعضلة الأساسية في هذا الإستحقاق هو الفساد السياسي، لأن عدم الإلتزام بالدستور على مدى أعوام وخرقه منذ اتفاق الطائف خلق ما يشبه الطريقة اللبنانية في إتمام الإستحقاقات، واليوم نحن وللأسف نعيش الطريقة اللبنانية التي فرضتها القوى السياسية وعنوانها التعطيل، فكل طرف يرفض أن ينكسر ولا يعنيه الموقع إذا انتُخب الرئيس أم لا، والمهم بالنسبة لكل طرف مصالحه وليس مصلحة لبنان”.
وعمّن يتحمّل مسؤولية الأزمة الرئاسية، يؤكد أن “عمق الأزمة الرئاسية عنوانه غياب الوطنية وظهور المصلحة الطائفية والحزبية، لذا ما من رئيسٍ للبلاد في المنظور القريب ولا زلت عند رأيي، وقد لا ينتخب هذا المجلس رئيساً إذا بقيت القوى السياسية متمترسة بمواقفها الحادة، وليس من المفترض أن يكون لنا علاقة بالإقليم من ناحية إتمام الإستحقاق، فهو استحقاق لبناني، والجهة المعنية بالوضع الإقليمي هي ربما السياسة الخارجية، لكن هناك انقسام حولها”.
وبالنسبة لمبادرة المعارضة، ورفض “الممانعة” التقاء نواب هذه المعارضة، يرى أن “مبادرة المعارضة جيدة وإن رفض نواب الممانعة حصول اللقاء مع المعارضة، هو من باب النكايات السياسية، فالمعارضة ترفع السقف والممانعة أيضاً، وكل مبادرة تصدرعن أي طرف يُسقطها الطرف الآخر”.
ويشدِّد أن “كل ما نشهده من مبادرات، يهدف لملء الوقت، فيما يبقى الحل من خلال جلسة مفتوحة بدورات متعدّدة، وأنا أحبّذ حصول المشاورات تحت قبّة المجلس النيابي، حتى وإن كانت برئاسة بري، المهم ألا تكون مشروطة وبدورات متتالية، وكل طرف لديه حساباته ولا شك أن الثنائي اليوم هو من يعطِّل إتمام الإستحقاقات بحجة التفاهم والحوار، لكن إذا درسنا واقع البلد، فأنا اتفق مع فكرة واحدة هي أن لبنان يحتاج تفاهماً لا يخالف الدستور، ويكون جامعاً لغالبية القوى من اجل عهد متين وإنقاذي”.
ويشير الى إن “الثابت اليوم والأكيد أنه لن يأتي أي رئيس لمصلحة طرف ضد طرف آخر، بل يجب أن يكون قادراً على جمع الطرفين، علماً أنه من الواضح أن الأمور باتت معلقة إلى حين الإنتهاء من الإنتخابات الأميركية”.
في المقابل، يلاحظ أن “أطرافاً داخلية وخارجية، تحاول أن ترتب تسويةً ما قبل الإنتخابات الأميركية، للإستفادة من وجود الإدارة الحالية، وربما تكون التسوية على منطق البيع والشراء ويكسب فيها أحد أحزاب لبنان مقابل تقديم تنازلات لدول خارجية، فيما الحقيقة أن لبنان هو الطرف الذي يحتاج إلى تنازلات من الجميع وليس الخارج، ولذلك فإن أي تسوية من هذا القبيل لن تبصر النور”.
وعن حركة بهاء الحريري على الساحة الداخلية وزيارته إلى الشمال والبقاع، يكتفي مطر بالقول بأنه “لم يتابع حركته ولم يلفته أي شي يستدعي الكلام أو التعليق”.