Site icon IMLebanon

مطر لـ”الديار”: المقاومة الحقيقيّة هي بانتخاب رئيس للجمهوريّة مشهد غزة قد ينفتح على احتمالات جيو ـ سياسيّة كبرى 

 

في الذكرى السنوية الأولى للشغور الرئاس، يرى النائب المستقلّ إيهاب مطر، أن التعطيل المعتاد من القوى السياسية هو الذي أوصل إلى الواقع الحالي، مستبعداً للتطورات العسكرية والحرب في غزة على استحقاق دستوري، حدّد الدستور آليته، إذ كان من المفترض انتخاب رئيس منذ أكثر من سنة”. وأكد مطر لـ”الديار” أن “الإستحقاق بات رهن الأجندات الخارجية وأحداث غزة، وهذا أمر مؤسف، لأن أهم ما يمكن أن يقوم به لبنان بمواجهة العدو هو تقوية الدولة، فالمقاومة الحقيقية تكون بانتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، لكن السبب نفسه الذي عطّل الإستحقاق هو نفسه يعطِّله اليوم، والحل بجلسة واحدة مفتوحة بدورات متتالية”.

 

وعن استحقاق التمديد لقائد الجيش جوزاف عون، كي لا ينسحب الشغور إلى قيادة الجيش، إعتبر أنه” لا يمكن ترك الجيش معلّقاً بحبال الهواء، خصوصاً أمام ما يجري على حدودنا، فلو تم انتخاب رئيس للجمهورية لما وصلنا إلى الحديث عن التمديد، فأنا مع تداول الأدوار، ولست مع أي تمديد لكن في حالة الجيش القراءة تختلف تماماً، فإذا تم تعيين رئيس للأركان، تكون المشكلة أخذت الشكل الذي يحمي الجيش، وإذا لم يتم التعيين فمن الضروري التمديد لعدم ترك الجيش بحالة غير مستقرة”.

 

وعن مشهد العدوان الإسرائيلي في غزة، يتحدّث عن “عقود من الإضطهاد والقمع والحصار والقهر الإسرائيلي للفلسطينيين كان لا بد أن يوصل الى الطوفان الذي رأيناه صبيحة 7 تشرين الأول، والمستمر بمجازر يومية يرتكبها العدو بحق المدنيين، مقابل عجزه عن تحقيق إنجاز عسكري ضد حماس بعد الضربة المهينة لكبريائه وجبروته، واليوم يعترف نتنياهو بأن الجيش الإسرائيلي يخوض معركة صعبة ومكلفة على أرض غزة، ليحضر الإسرائيليين الى خسائر بشرية ومادية لم يصابوا بها قبلاً، في كل حروبهم مع العرب”.

 

ويضيف أنه “بعد 26 يوماً على الطوفان، تبدو حماس قادرة على مقارعة العدو بما يلزم من ضرورات المعركة، وبالتالي، فإن حدود المواجهة ما زالت ضمن قطاع غزة، مع درجات من التحمية في المحيط، من البحر الأحمر ورسائل من اليمن والعراق وسوريا، إلى جنوب لبنان حيث نلاحظ دقة الإلتزام بـقواعد الإشتباك، ولو تخلّلت المناوشات إطلالات ميدانية لمجموعات سنّية تحاول الإستفادة إعلامياً من هذا الظرف”.

 

ويؤكد أنه “كنائب ومواطن يمثّله الجيش اللبناني على الحدود، ويجب أن يكون صاحب الأمرة، وقرار الحرب والسلم بيد الحكومة، ولا يجب أن تكون الحدود متفلّتة، لكن في الوقت نفسه على المجتمع الدولي كبح الجنون الإسرائيلي والجرائم التي يرتكبها”.

 

وحول احتمال انزلاق لبنان إلى الحرب، يقول إن “لبنان لا يتحمّل الحرب، واللبنانيون يتندّرون بالتهديدات الإسرائيلية عن تدمير البنى التحتية والعمران فيه، لجهة أن ما من بنى تحتية، والبلد معدوم العافية بعد سنوات عجاف أوصلت خلالها الطبقة السياسية الحاكمة البلد إلى جهنم، ونتذكر دروس حرب تموز 2006، علماً أن اتجاه الأمور مرتبط أيضاً بالعدو، الذي يبدو من سلوكه الحالي أنه فاقد للرشد ويبحث عن انتقام واستعادة مجد القوة بأي شكل، ولو بإغراق المنطقة بشلالات دم، مستقوياً بالدعم الغربي المفتوح وبالأساطيل التي تملأ شرق البحر المتوسط”.

 

وإذ تمنّى أن “لا ينزلق لبنان الى الحرب، لكن في حال جنّ العدو وجرّنا الى حرب، فيجب أن نواجه بوحدتنا الوطنية خلف الدولة لحماية لبنان، لكن المرحلة الحالية، تتطلب الضغط على كل الاطراف لتجنيب لبنان الحرب، كما على المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل، وموقفنا تجاه القضية الفلسطينية وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا يشهد للدعم الذي نكنه للفلسطينيين والقضية، وأفضل الحلول هو حل الدولتين وإعطاء الفلسطيني حقه “.

 

وعن إعادة ترسيم المنطقة، يعتبر أن “ما نشهده اليوم هو بالتأكيد أكبر من محطة عادية في سياق الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، الذي انحصر عسكرياً في العقدين الماضيين بمواجهات وتهدئة بين إسرائيل وغزة، فيما كانت إسرائيل تعمل على إفقاد السلطة الفلسطينية، وليدة اتفاقات أوسلو، أرضية شرعيتها حتى في حيّزها الضيق، الضفة الغربية”.

 

واكد “ان طوفان الأقصى وضع القضية الفلسطينية بامتداداتها الإقليمية، الجغرافية والتاريخية أمام مفترق طريق حاسم، بقدر ما وضع الكيان الإسرائيلي أمام استحقاق وجودي لم يواجهه منذ العام 1948، لجهة إمكان تطبيع حضوره على الخارطة الشرق أوسطية، وهو ما كان ينشده عبر اتفاقات إبراهام للسلام، التي اصطدمت أولاً بالتطرّف اليهودي الذي ميّز حكومة نتنياهو، وبجدران الحدود النهائية لكيانات ملتبسة في المنطقة”.

 

وبالتالي، شدد مطر على “إن الحشد العسكري الغربي الإستثنائي في المنطقة، إشارة واضحة الى أن ما يجري في غزة ستكون له ارتدادات في المنطقة بأكملها، وإذا تابعنا التعبير الأردني عن الخوف ممّا يجري، مع صدى دعوات يهودية متطرفة لاعتماد خيار الضفة الشرقية حلاً فلسطينياً، والتعبير المصري عن الخوف من عودة مشروع التوطين في سيناء، لنا أن نفترض بقوة أن المشهد الحالي يمكن أن ينفتح على احتمالات جيو ـ سياسية كبرى”.