Site icon IMLebanon

باسيل بعد اكتمال عقد المكتب السياسي: لا معارضة ولا موالاة

«شو بعمل أكتر من إنو إلغي نفسي؟»، يجيب رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل ردّاً على الاتهامات التي طاولته عن ضغوط مارسها على هيئات الأقضية التي انتخبت أمس أعضاء المكتب السياسي. الوزير ضاق ذرعاً بالتسريبات التي تنتشر في الصحف. لذلك ما بعد المؤتمر العام للحزب، الذي سيُنظم في 12 و13 آذار، لن يكون كما قبله: «أي شخص يُسرّب إلى الإعلام أموراً داخليّة سيُحال إلى المجلس التأديبي». ويؤكد بحزم أنّه «ممنوع يطلع شي لبرا إلا إذا نحنا بدنا نظهّرو»، مع التشديد على «أننا مع التعددية والتباين في الآراء ووجود معارضة حول بعض المواضيع أمر طبيعي. أما الحديث عن أجنحة فيعني التقسيم. هيدا الشي مش رح خليه يصير». يُصر وزير الخارجية على عدم وجود «معارضة وموالاة»، «ولكن أنتم في الإعلام تعتمدون كمصدر لكم أحد الأشخاص الذي يُعرّف عن نفسه بصفته قيادياً، ستتفاجأون بعد المؤتمر بأنه ليس قيادياً داخل التيار».

كلام باسيل جاء بعد إدلائه بصوته في انتخابات المكتب السياسي التي نُظمت أمس في «مركزية» الحزب. ومع نجاح: ميراي عون الهاشم، زياد النجار، جيمي جبور، رندلى جبور، نعمان مراد وناجي الحايك، يكون التيار الوطني الحر قد أنهى المرحلة الثانية من مشواره التأسيسي، ومن المُفترض أن تُبت جميع التعيينات مطلع هذا الأسبوع، كما يتمنى باسيل.

«اليوم اكتمل تكوين الحزب. وضعنا رزنامة عمل وتحدينا أنفسنا في إمكانية تطبيقها ونجحنا»، يقول مصدر في الماكينة الانتخابية.

13 عضواً في كلّ قضاء صوت لستة أعضاء، والانتخابات جرت حسب القانون النسبي، تماماً كما انتخابات الهيئات المحلية. أصوات الأقضية تُحتسب بناء على عدد البطاقات الحزبية المُسجلة فيها، فكلّ 50 بطاقة تشكّل صوتاً واحداً في المجلس الوطني وتُضرب النتيجة بعدد الأصوات. الثغرة التي سُجلت في هذه الانتخابات هي عدم فرز الأصوات في أقضية قبل انتهاء وقت الاقتراع وانتشار النتائج عبر «الواتس آب»، ما دفع هيئة كسروان، مثلاً، «إلى انتظار نتائج الأقضية قبل أن تنتخب. ربما يكونون قد ساهموا في تعديل النتائج».

نواب ووزراء «التيار» وتكتل التغيير والإصلاح وصلوا تباعاً إلى «المركزية» ليدلوا بأصواتهم. وحده الوزير الياس بوصعب «صودف» قدومه لحظة وصول باسيل. «قالولي التصويت بيخلص عا الـ3»، يقول بوصعب لأحدهم، مستعيناً بهاتفه لتأكيد كلامه. على الرغم من تشنج الأجواء و«حدّية» المعركة بين المرشحين ــ المسؤولين في التيار، حافظ باسيل على هدوئه. يتجه ناحية صديقه المرشح إيلي حنا، ويقول ضاحكاً «كاشش إيلي، معصب شكلو». «لا بالعكس»، يرد الأخير الذي كان أول الخاسرين وأكثر المتحمسين في «المركزية».

لم يُكمل المرشحون الـ22 حتى النهاية، فقد انسحب عدد منهم «بعدما وجدوا أن حظوظهم متدنية. كانت خطوة ذكية لتكتل الأصوات. عندئذ، باتت هناك تلقائياً لائحتان: معارضة وموالاة». وحدها ميراي عون، «الدماغ» كما يصفها العماد ميشال عون، بقيت خارج الاصطفافات، «هي رسالة إجماع نحن في حاجة إليها في التيار».

أبرز الخاسرين أمس هما زياد عبس وأنطوان نصرالله، «اثنان من الأفضل في علاقاتهما مع الأقضية»، على ذمة مصدر «معارض». على الرغم من «الضغوط التي تعرضنا لها من أعلى مستوى في الحزب، نلنا 48٪ من الأصوات»، مع تشديد المصدر على عدم «العمل وفق منطق المعارضة والموالاة. فللأسف صدقنا المبادرة التي طرحها باسيل لناحية عدم خلق اصطفافات. حتى إننا صوتنا لحايك ونجار وجبور». يقول المصدر إنّ «الطعنة» أتت من داخل البيت: «اتفقنا مع كسروان على أن نصوت لمرشحها نعمان مراد، مُقابل أن تنتخب لائحتنا. نلنا فيها 4 أصوات!». لا يعتبر هذا الفريق نفسه خاسراً: «هذا انتصار وفي معظم الأحيان الخسارة تؤسس لمرحلة جديدة».

الفريق «المعارض» يعتبر «أننا اليوم مغيبون. في الأيام المقبلة يجب أن نُقيّم وضعنا، ولكن الأكيد أننا سنستمر».