Site icon IMLebanon

رحلات سرّية للغاية في اتجاه قبرص وأوروبا بـ 2500 دولار

 

أكثر من مركب يستعدّ للإنطلاق في الأيام المقبلة

 

إستعادت الهجرة غير الشرعية عبر البحر من مناطق الشمال زخمها من جديد، وذلك بعد ملاحقة الأجهزة الأمنية المختصة وتعقّب الرؤوس المدبّرة وأصحاب مراكب السفر، وتوقيف العديد منهم في مناطق عدة، فتوقّفت الرحلات لأشهر، لا سيما بعد حادثة غرق ما سمّي بـ”مركب الموت” بين لبنان وقبرص العام الماضي، قبل ان تستأنف مجدّدا، وسط حديث في مناطق شمالية لا سيما في عكار وطرابلس، عن وصول أكثر من مركب أقلّت لبنانيين وسوريين إلى قبرص ومنها إلى أوروبا.

 

لكنّ المهرِِّبين والمهرَّبين هذه المرّة أحاطوا أنفسهم وكذلك عملياتهم وتحركاتهم بسرّية تامة، خوفاً من افتضاح أمرهم. وعلمت “نداء الوطن” في هذا الصدد أنه وبعد انتشار فيديوات عبر وسائل التواصل الإجتماعي عن وصول مراكب هجرة غير شرعية إلى إيطاليا، يرجّح أنها انطلقت من قبالة الحدود السورية ـ اللبنانية البحرية في عكار؛ وكذلك من ميناء طرابلس، فتحت الأجهزة الأمنية تحقيقاً بالأمر لمعرفة الجهة التي قامت بتهريبهم، وكذلك أسماء الأشخاص الذين كانوا على متن هذه الرحلات”.

 

كذلك علمت “نداء الوطن” أن “أكثر من مركب يستعدّ للإنطلاق باتجاه قبرص اليونانية ومنها إلى أوروبا في الأيام المقبلة، وأن المهرّبين هذه المرة لم يعودوا يتعاملون مع الأشخاص المهاجرين عبر البحر بشكل مباشر، إنما هناك وسطاء يعتمدونهم لهذه الغاية، ويتم تغيير أرقام الهواتف التي يستخدمونها بشكل دائم حتى لا يكشف أمرهم وتحركاتهم، فالمهرّبون نظّموا أمورهم أكثر وباتوا لا يعتمدون في المركب الواحد أكثر من 20 راكباً حتى ولو كان يتّسع لأكثر من هذا العدد، وذلك تفادياً لغرق تلك المراكب من جهة، وللوصول إلى الحدود البحرية القبرصية بسرعة وتخطّي خفر السواحل التي تترصّد هذا النوع من الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى الإعتماد على سائقين مدرّبين على دراية كاملة بالطريق البحري الذي يوفّر الوصول الآمن والسريع للركاب”.

 

ووفق شقيق أحد الأشخاص من التابعية السورية، “هناك مركب أقلّ 25 شخصاً بين لبناني وسوري قبل أسابيع وانطلق من بحر القلمون على الأرجح، وكان من ضمن ركابه شقيقه وشبان سوريون ولبنانيون، ووصل إلى الحدود الأوروبية، وكانت كلفة الرحلة للشخص الواحد 2500 دولار أميركي فريش”.

 

إذًا، الحديث عن الهجرة عبر البحر إلى أوروبا من قبرص راحت تنتشر على الألسن ولو همساً، خصوصاً وأن المعلومات عنها ما زالت شحيحة، بسبب التكتم الشديد الذي تفرضه الجهات المنظّمة لهذه الرحلات على حركتها، وليس كما كان يحصل في السابق من جهة، وكذلك الأشخاص المهاجرون الذين يخافون من الملاحقة. إلا أن الوسطاء المعتمدين لهذه الغاية، ينشطون بشكل سري في المناطق الشمالية، وهم أشخاص ليسوا بالضرورة من رواد البحر ولا يعملون في هذا المجال، الأمر الذي يساهم في إبعاد الشكوك من حولهم.

 

وليست الهجرة إلى أوروبا عبر البحر بالأمر الجديد في مناطق الشمال لا سيما في طرابلس، فهي نشطة منذ سنوات، لكنّ الأزمة التي يمرّ بها لبنان ساهمت في ازديادها وولّدت رغبة لدى كثيرين من العائلات والشبان بمغادرة بلد الحلم المقتول، بحثًا عن أي أمل لهم في الخارج.