Site icon IMLebanon

العلّة في لبنان ليست انتخاب رئيس جديد !!

مع احتدام المعارك في سوريا خصوصاً في المناطق الشمالية منها يعزز الافتراضات حول علاقة تلك التطورات مع الوضع الداخلي اللبناني معطوفة على تحضيرات الجيش السوري وحزب الله لمعركة القلمون، وهذه الاخيرة يمكن ان يكون لها التأثير المباشر على استقرار الامن في لبنان وبالتالي فان الامن الهش الذي تعيشه البلاد ليس له ان يتطور نحو الاحسن وبشكل جذري وفعلي ان لم تنته المعركة في الحدود الشرقية للبنان، وبالتالي، فان كل ما يثار حول تطور في العملية السياسية وامكانية انتخاب رئيس جديد للبلاد منوط ومتعلق بهذه المعارك بالذات وخلاف ذلك يبقى الحديث عن الاستحقاق الرئاسي مجرد اوهام، وتشرح مصادر سياسية عليمة هذا الرابط المؤثر ذلك ان الارهاب التكفيري مؤثر للغاية حتى في الخطابات السياسية وهو يعلو وينخفض حسب مسار المعركة واكبر دليل على ذلك هو المشهد اليمني الذي برهن ان الحسم خارج حدود لبنان وسير المعارك له تأثير مباشر حتى على معنويات الافرقاء وان حادثة سجن روميه الاخيرة وتداعياتها على الوزيرين نهاد المشنوق واشرف ريفي والخطابات السلبية باتجاههما يجب معالجتها قبل ان تهب عاصفة القلمون.

وتربط هذه المصادر بين تمرد سجن رومية وتطورات «عاصفة الحزم» في اليمن والحراك العنيف الذي جرى داخل غرف رومية ويمكن تشبيهها بأنها قنابل موقوتة وتتحرك غب الطلب وفقاً لارهاصات التقدم العسكري في اليمن وهذا امر خطر خصوصاً انه ترافق مع ضربات استراتيجية للجيش السوري في مناطق ادلب وجسر الشغور، وتقول هذه المصادر ان العلة في البلد لم تعد عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية بالرغم من اهميتها ويبدو ان ما يحصل في هذا الخصوص تطور من كونه نتيجة وليس سبباً اي نتيجة الاحداث الكبيرة التي تحصل في المنطقة وتحولت المنظمات التكفيرية الى أداة وعصا يمكن استعمالهما واستثمارهما من قبل الدول التي تحركها، ومن هنا يمكن ان تنطلق عاصفة موازية لليمن في جرود القلمون بحيث يبدو تأجيلها فاعلاً في مسارات عدة اقليمية وداخلية في لبنان وكلما تقدمت الجماعات المسلحة في مناطق معينة وهامة في سوريا اصبح من واجب القوى المتصدية حسب هذه المصادر ان تبادر الى القيام بخطوات تعطي دفعاً لها وهو نفسي ومعنوي في الدرجة الاولى.

وبالرغم من كون الساحة اللبنانية غائبة عن الاهتمامات الدولية والاقليمية بشكل كبير تضيف المصادر، حتى ان انتخاب رئيس جديد للبلاد اصبح في خلفية المشهد ولم يعد يذكره الاوروبيون على وجه الخصوص كما كان الحال في الماضي ذلك ان لبنان بأكمله دخل في لعبة الصراعات الكبرى واي حراك داخلي لبناني لا يمكن ان يتكلل بالنجاح لناحية التقدم في عمليات جوهرية في البلد كتغيير للحكومة او انتخاب رئيس جديد بالرغم من كون هذه الحكومة سوف تبقى واقفة على الحافة لا يُسمح لها بالسقوط او تفعيل عملها وكذلك عمل المجلس النيابي الذي يعمل بخطوات تسير بين الالغام، واذا كان كثيرون في المنطقة ومن بينهم في لبنان لديهم الرغبة في تغييرات موضعية الا انه من غير المسموح تخطي الخطوط الموجودة حتى اشعار آخر، وبذلك فان الستاتيكو اللبناني اقله في السياسة باق دون تغيير يذكر فيما الوضع الامني يمكن ان يتحرك وفقا لتداعيات ما يجري في البلدان الملتهبة.

واذ تتحدث هذه المصادر عن شهر حزيران موعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الغربية الا ان ترجمة مفاعيله لا يمكن ان تصل بشكل فوري، ومن ينتظر ذلك الموعد واهم جدا او يتحكم به التفكير الغير عقلاني ذلك ان سكوت ايران عما يجري في اليمن وشمالي سوريا يمكن ان يستمر الى ما بعد هذا الموعد وبذلك تكون القوى المتخاصمة معه قد حققت انتصارات على الارض لا يمكن تجاهلها في عملية الاتفاق على رئيس جديد للبنان مما يعني اعادة تموضع داخلية في البلد ورفع همة فريق على آخر او اقله المساواة بالقدرة والعمل وهذا ما يمكن ان يخلق توازناً هشاً له اليد الطولى في المماطلة بمعالجة الملفات وهذه هي الصورة الحقيقية لواقع البلد منذ الان وحتى فترة طويلة على كافة القوى السياسية التعايش معه بالقليل من الأذى للبلد وفي لقمة المواطن والاخيرة يمكن العمل عليها في غياب اي نجاحات هامة للحكومة اللبنانية على مستوى الملفات التي هي أكبر من تحديد اسعار المشتقات النفطية والخبز والتعويل الغير مرئي والذي ليس له وزن كبير وهو الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله واللعب في الوقت الضائع يبقى افضل من التلهي بالنار التي اذا ما بدأت في لبنان تعني تفسيراً واحداً وهو ادخال هذا البلد في أتون من نار، ولكن حتى الساعة يبقى الأمان اللبناني في أيدي الخارج مع كافة مندرجاته.