اعترف عماد ياسين خلال الاستجواب بالإعداد لاستهداف خزانات نفط وضرب مؤسسات اقتصادية، كاشفاً عن نيته «خنق» أحد «مخبري» الأجهزة الأمنية. أما أحد موقوفي خلية كسارة، فكشف للمحققين عن تفخيخ عناصر من «الدولة الإسلامية» المقابر في سعدنايل لتفجيرها أثناء دفن عبدالله الكردي، بعد اغتياله، لاتهام حزب الله بالرد انتقاماً
لا يزال الموقوف عماد ياسين يخضع للتحقيق في وزارة الدفاع منذ توقيفه في مخيم عين الحلوة قبل أسبوع. أدلى أحد أبرز الموقوفين المرتبطين بتنظيم «الدولة الإسلامية» باعترافات عدّة بشأن عمليات أمنية مهمّة كان بصدد تنفيذها، لكنّه لم يُقِرّ بعد بكل ما لدى استخبارات الجيش بشأنه.
وبحسب مصادر مطّلعة على التحقيق، أخطر ما اعترف به ياسين كان إعداده لعملية تفجير تستهدف خزانات النفط في الجية والزهراني، ومؤسسات اقتصادية، إضافة إلى ما سبق ذكره بشأن الإعداد لاستهداف سوق النبطية ومراكز الجيش. وكشفت المصادر الأمنية أنّ ياسين كان بصدد إعدام أحد الذين يتهمهم بالعمل لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية خنقاً بعد اختطافه في المخيم، مشيرة إلى أنّه ذكر أنّ القتل عبر خنق الضحية بيديه هو الطريقة التي يُفضّلها في القتل. وذكرت المعلومات الأمنية أن «ياسين اتّفق مع مسؤول الساحة اللبنانية في تنظيم «الدولة» لاستهداف منشآت اقتصادية عدة». وذكرت المعلومات أنّ ياسين كان ينتظر وصول الانتحاريين وتسلّم السيارات المفخخة المرسلة إليه من قيادة التنظيم للمباشرة بالعمل. أما آلية وصول هذه السيارات أو الأشخاص المكلّفين إيصالها، فلا تزال مجهولة لدى المحققين، باعتبار أنّ ياسين يُنكر معرفته بها أصلاً.
كان ياسين يخطط لخنق أحد مخبري الأجهزة الأمنية
بيديه بعد اختطافه
وبحسب مصادر أمنية قالت لـ «الأخبار»: «رغم أهمية الموقوف أمنياً، جرى تداول تسريبات تحدثت عن إعداد ياسين لاغتيال الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري وعمليات تفجير تستهدف اليونيفيل، نُسبت إلى الأجهزة الأمنية، إلا أنّها غير صحيحة ولم يثبت في التحقيقات أي شيء من هذا القبيل». وإذ اعتبرت المصادر أنّ «الموقوف ياسين من أهم المطلوبين الذين أوقفتهم مديرية الاستخبارات في الفترة الأخيرة»، إلا أنّها رأت أن نسبة وقائع غير صحيحة وتضخيمها من شأنها التخفيف من حجم الإنجاز الأمني الذي تمثّل بعملية أمنية استثنائية سحبت ياسين من عقر داره في قلب مخيم عين الحلوة خلال أقل من دقيقتين من دون أن تُراق قطرة دماء واحدة. ورأت المصادر الأمنية أنّ «أهمية العملية من حيث الشكل تكمن في الضربة المعنوية التي شكّلتها للمجموعات المتشددة»، معتبرة أنّ «الأهم من العملية بحد ذاتها هي الرسالة التي وصلت إلى العناصر المتشددة بأنّ يد استخبارات الجيش ليست قاصرة عن الوصول إليهم أينما كانوا». وأضافت المصادر: «كان بإمكاننا تصفية ياسين، كان بمرمانا قبل مدة طويلة مع آخرين، لكننا أردناه حيّاً ولا نُريد أن نُريق أي دماء في خارج مكانها الصحيح».
وفي الشأن الأمني أيضاً، كشفت مصادر أمنية مطلعة على التحقيقات أن استجواب استخبارات الجيش للموقوفين في عملية التفجير التي وقعت في منطقة كسارة في زحلة (31 آب 2016)، أدى إلى اعتراف أحدهم بأنّ عناصر من «الدولة الإسلامية» فخّخوا المقبرة في جبّانة بلدة سعدنايل تمهيداً لتفجيرها في وقت لاحق. وذكرت المعلومات الأمنية أنّ أحد الموقوفين اعترف بأنّه تم فعلاً زرع متفجرات داخل مقبرة سعدنايل. وبحسب الموقوف، كان السيناريو يقضي بتفجير مقابر سعدنايل عقب تفجير عبوة ناسفة كانت تهدف إلى اغتيال مسؤول سرايا المقاومة في البلدة عبدالله الكردي. غير أن العبوة اكتُشفت حينذاك، وفكّكها الجيش اللبناني. وقد دفع ذلك أفراد الخلية المرتبطة بتنظيم «الدولة» إلى إعادة تفكيك تشريك العبوات من جبّانة سعدنايل بعد كشف استخبارات الجيش لمخطط اغتيال الكردي الذي أفشل العملية برمّتها. وقد ذكر الموقوف خلال استجوابه أنّ الهدف من تفخيخ المقابر لتفجيرها أثناء تشييع الكردي كان توجيه الاتهام إلى حزب الله بردّ فعل انتقامي على اغتيال رجله في البلدة، باعتبار المقابر لأهل السنّة. يُذكر أن الأمن العام سبق أن أوقف المجموعة، فأقرت بتنفيذ تفجير كسارة. ثم أحيلت المجموعة على استخبارات الجيش، بعدما نشبت أزمة الشيخ بسام الطراس الذي طلبت النيابة العامة العسكرية إخلاء سبيله قبل استكمال التحقيق معه.