ما حصل في مدينة صور، أمس، قد يبدد رتابة المشهد الانتخابي في دائرة صور ــ الزهراني. «من أجل مشاركة فاعلة في الانتخابات ومن أجل حقوقنا وبناء دولة القانون والمؤسسات». هكذا قدمت حملة صور ــ الزهراني نفسها في حفل إطلاقها، أمس، من منتدى صور الثقافي، بحضور الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب والمرشح المستقل رياض الأسعد وعدد من الوجوه الحزبية (منظمة العمل، قوميون سابقون أو معارضون) وناشطون جنوبيون ولجنة حقوق المرأة اللبنانية.
أطلق هؤلاء حملتهم لخوض الانتخابات «بروح المنازلة الديموقراطية وبالانتماء إلى القوى المدنية المستقلة على امتداد الوطن». في بيانهم التأسيسي، يقدم هؤلاء أنفسهم بوصفهم “أبناء الجنوب المقاوم للاحتلال الإسرائيلي” ولسان حالهم «تظهير التنوع وحق المشاركة في هذه الدائرة انتخاباً وتمثيلاً وليس العمل بضدية مجانية تجاه القوى السياسية وقوى السلطة».
روح الحماسة التي سادت القاعة، لا تمنع بعض الحاضرين من إبداء ملاحظاتهم، سواء بانتقاد فئة المترددين واليائسين أو التأخر في إطلاق الحملة، مروراً بالتصويب على تشتت قوى الاعتراض «التي لو اتحدت في السابق، لاستطاعت خرق قوى السلطة». توافق المتحدثون على أن «كل شغلنا لا يفيد إذا لم نتحد في لائحة واحدة مستقلة». ماذا يمكن للحملة أن تفعل في أقل من أربعة أشهر؟ يقول عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي أيمن مروة لـ«الأخبار» إن الحملة هي «حصيلة نحو خمسة أشهر من العمل، إلى أن تشكلت من أحزاب من خارج السلطة وقوى تغييرية وشخصيات مستقلة وناشطين».
تسعى الحملة إلى «جمع القوى المعارضة والتغييرية والمدنية الموجودة في دائرة صور ــ الزهراني في لائحة موحدة بوجه السلطة. أما الهدف الثاني والمستدام فهو قائم على مشروع سياسي للتغيير الديموقراطي وإصلاح النظام»، يقول مروة رافضاً الخوض في أسماء المرشحين. لكنه أكد أنهم سيشكلون لائحة مكتملة من سبعة مرشحين، وذلك في إطار اتفاق ضمني بين مرشحي الحملة بانسحاب البعض لمصلحة الآخر وفق احتياجات المعركة.
الثابت الأول في اللائحة هو رياض الأسعد المرشح منذ عام 2000 عن قضاء الزهراني، والذي بكّر في إدارة محركاته الانتخابية من منزله في الزرارية، عبر تنظيم حلقات تدريبية على الترشح والاقتراع وفق القانون النسبي، والقيام بجولات انتخابية واسعة تركز على دور الشباب. يتصرف الأسعد بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الماكينة الموحدة للحملة: «أنا فيها ومعها وفي سبيلها»، مؤكداً أنها ستكون عنواناً لمرحلة جديدة ما بعد 6 أيار 2018.
في غضون ذلك، شارفت “أمل” على حسم قرارها بتبديل بالمفرق سيطال نائبها عن صور منذ 2005 عبد المجيد صالح بوزيرتها في الحكومة الحالية عناية عز الدين، كما قالت مصادر معنية في الحركة لـ«الأخبار»، بينما لن يكون هناك تبديل في أسماء كل من: الرئيس نبيه بري، والنواب الحاليين: علي عسيران وعلي خريس وميشال موسى، كما تقول المصادر ذاتها.
300 ألف ناخب في الجنوب الثانية
حددت دراسة للخبير الانتخابي كمال فغالي عدد الناخبين في قضاء الزهراني وحده بـ 111 ألفاً و217 ناخباً. أما في صور، فيبلغ عدد الناخبين 186 ألفاً و62 ناخباً، ما يجعل إجمالي عددهم في القضاءين 297 ألفاً و979 ناخباً. وبهدف تقدير عدد المقترعين في الانتخابات المقبلة، ذكّر فغالي بأن نسبة اقتراع 2009 في الزهراني بلغت 54.9 في المئة. أما في صور، فقد بلغت 49.9 في المئة. وعليه، يضع تقدير الحد الأدنى للمقترعين لعام 2018، في الزهراني بـ 60.3 في المئة و62.3 في المئة في صور. ويصبح تقدير المقترعين في الزهراني بالحد الأدنى 66.898 ألفاً وبالحد الأقصى 73.897 ألفاً. وفي صور، يصبح تقدير المقترعين بالحد الأدنى 116.336 ألفاً، وبالحد الأقصى 200.939 ألف، الأمر الذي يجعل الحاصل الانتخابي يترواح بين 26.176 ألفاً و28.706 ألفاً، ليصبح أعلى حاصل من بين باقي الدوائر الجنوبية.