لا شك في أنّ الإقتراحات التي قدّمها الرئيس نبيه بري في الجلسة الأخيرة للحوار جاءت انطلاقاً من شعوره أنّ الوقت أصبح يضيق وأنّ الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية أصبح أكثر صعوبة وذلك حسب المعلومات المتوافرة:
أولاً، انشغال الإدارة الاميركية هذه السنة بموضوع انتخاب رئيس للجمهورية في أميركا وأي موضوع ثان غير مهم.
ثانياً: إيران التي تمسك بـ«حزب الله» والأخير الذي يمسك المجلس النيابي لا يريدان أن يكون هناك اتفاق مع إدارة أميركية ذاهبة ويفضلان أن ينتظرا إدارة أميركية جديدة ليعقدا معها اتفاقاً.
ثالثاً: «حزب الله» مرتاح لأنه يختبىء وراء الجنرال ميشال عون خصوصاً أنّ الجنرال صعب جداً أن يكون معه أي بحث خارج انتخابه مهما كانت الظروف.
رابعاً: المجلس النيابي أصبحت أيامه معدودة كما يقولون، إذ تنتهي مدّة التمديد في حزيران 2017 يعني بعد سنة، ولكن فعلياً ضمن الوضع القائم فإنّ الشلل المصاب به المجلس ضمن الأمر الواقع وضع رئيسه في ما لا يحسد عليه، إذ من ناحية لا يستطيع أن يمارس المجلس عمله كما يجب، ومن ناحية ثانية رغبته في الإنتاج لا تتناسب مع الواقع، والأهم أنّ هناك مشروع النفط وقوانين النفط التي تقبع في أدراج المجلس ولا يستطيع أن يحرّكها، كذلك فإنّ المجلس قبل انتهاء ولايته بفترة زمنية يكون مشلولاً أكثر مما هو مشلول أو معطل الآن.
خامساً: موضوع الاتفاق على قانون للانتخابات قد يكون أكثر من معجزة لسبب بسيط أنّ كل فئة وكل طائفة وكل زعيم وكل مسؤول يريد قانوناً يتناسب مع وضعه، بمعنى أدق وصريح قانون يحقق له أكبر عدد من النواب وبالتالي فإنّ الاتفاق على قانون للانتخابات غير ممكن ضمن الظروف القائمة داخلياً وخارجياً.
سادساً: بالنسبة لطرح تقصير ولاية المجلس وإجراء انتخابات، فهذا موضوع خلاف جديد.
سابعاً: إنّ موضوع انتخاب رئيس لفترة 3 سنوات كما هو مطروح ومتداول معارضوه أكثر من مؤيديه، وكيفما ينظر إليه يتبيّـن تعذّر التوصّل الى توافق عليه.
أمام هذا الواقع نرى أنّ دولة الرئيس نبيه بري، الذي يجترح المعجزات، لا شك في أنه، هذه المرة، أصبح يشعر بضخامة الصعوبات التي تواجه لبنان…
كلمة أخيرة، هناك حاجة الى انتظار جلاء الوضع في سوريا لأنّ مفتاح الحل في لبنان هو بعد الحل في سوريا.