الخطاب الذي ألقاه الصديق الوزير نهاد المشنوق منذ أيام عدّة لفت نظري فيه موضوعان:
الموضوع الأول أنّ هناك من لا يريد أن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهذا بات واضحاً للجميع… فالإصرار على موضوع الإجماع المسيحي حيث بقينا أكثر من سنة ونصف السنة ونحن نعيش تحت نظرية الإجماع المسيحي…
أمام هذا الطريق المسدود طرح الرئيس سعد الحريري ترشيح الوزير سليمان فرنجية رئيساً علّ وعسى أن يكون الأكثر قرباً من الرئيس السوري والأكثر لصقاً بالمقاومة فيرضى به فريق 8 آذار… ولكن السيّد حسن نصرالله أصرّ على التمسّك بالجنرال ميشال عون، ولا نظن أنّ هذا التمسّك هو جدّي ولكن لا شك في أنّ التخلي عن الجنرال ميشال عون من قِبَل «حزب الله» له حسابات ثانية: «حزب الله» ليس مستعداً لها وهنا المأزق، فمن ناحية لا يستطيع «حزب الله» إلاّ تأييد الجنرال ميشال عون ولكنه في سرّه لا يريد ذلك حسب طلب إيران التي لا تريد أن تفرج عن ورقة انتخاب رئيس للجمهورية من دون ثمن لها.
وهنا جاء الإحراج عند «حزب الله» الذي لا يستطيع التخلي عن الجنرال ميشال عون ولا يستطيع تأييده.
وهكذا كان لا بد من الاستعانة بالحلفاء ابتداءً من الوزير سليمان فرنجية الذي كان يقول للرئيس سعد الحريري إنّه لن يقف عقبة أمام إجماع خصوصاً بالنسبة الى الجنرال عون الذي يعتبره بمثابة والده، وطلبه الوحيد أن يطلعه الرئيس الحريري إذا ما جرى تعديل على الاتفاق بينهما.
وبعد زيارة الرئيس الحريري الى «بنشعي» ولقاء العشاء الطويل صارح الرئيس الحريري الوزير فرنجية: بأننا بتنا أمام طريق مسدود ولا بد من إيجاد حل وأنّ الدكتور جعجع بتأييده للجنرال عون أصبحت حظوظ عون عالية جداً ولا يمكن تجاهلها.
فجأة تغيّر موقف الوزير فرنجية وأصبح متمسّكاً بترشيحه بعدما كان كما يقولون «بدّو وما بدّو» أو «مش فارقة معو».
الرئيس الحريري في تحرّكه الأخير واجتماعه مع الجنرال عون قلب الأمور، وأصبح الجنرال مرشح الإجماع المسيحي وله تأييد كبير من أكبر كتلة نيابية في المجلس، وهي تمثل الإكثرية السنية في الوطن.
من هنا جاءت قصة «السلة» بعدما انتهينا من قصة الإجماع المسيحي.
على كل حال لا بد من معالجة موضوع «السلة» بهدوء لأنّ المهم اليوم هو انتخاب رئيس، فلم يعد مسموحاً تحت أي ذريعة ألاّ نذهب الى انتخاب رئيس للجمهورية…
أمّا الموضوع الثاني في كلام الوزير نهاد المشنوق الذي استرعى انتباهي فهو كلامه على السعودية وقوله: «كعبة المسلمين عربية لها رب يحميها وقيادة سعودية تصونها» فهذا ما سنتناوله غداً.
عوني الكعكي