يؤكد سياسي مشارك في جانب من الاتصالات الجارية في شأن الأزمتين اللبنانية والسورية أنه استنتج مما توافر لديه حتى الآن من معطيات حول مستقبل الاوضاع في لبنان والمنطقة ان سنة 2016 ستكون سنة الحلول لكل الأزمات الاقليمية.
ويقول هذا السياسي إن الذين هندسوا كل الحروب التي تشهدها المنطقة لأغراض واهداف مختلفة منها الاقتصادي ومنها المالي والسياسي والأمني والعسكري، قد بلغوا مرحلة «القطاف» لتغطية فاتورة تبلغ قيمتها ألفي مليار دولار لإنعاش الاقتصاد العالمي ستتأتى من عمليات إعادة إعمار سوريا والعراق واليمن وبعض دول شمال افريقيا، بحيث سيكون الشمال الأفريقي للأوروبيين لكي يتم إنعاش اقتصاد الدول الاوروبية المنهار، اما دول العراق وسوريا واليمن فستتوزع فاتورة إعمارها على الروس والأميركيين وبعض الدول الاوروبية والاقليمية.
ويتوقع هذا السياسي ان تنشط الاتصالات واللقاءات الاقليمية والدولية للبدء بهندسة الحلول للأزمات العراقية واليمنية والسورية والتي سيحكمها سقف التوافق الاميركي ـ الروسي على مكافحة «داعش» وكل اخواتها من التنظيمات المتطرفة، إذ بات الجميع على اقتناع بأنها تشكل خطراً على السلام الاقليمي والدولي، وان حل ازمات الاقليم لن يبدأ الا بإنهاء هذه التنظيمات.
ويكشف هذا السياسي ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاتحَ ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان عندما التقاه في موسكو قبل اسابيع بالخطر الذي باتت تشكله «داعش» وكل التنظيمات الشبيهة بها على المملكة العربية السعودية وكل دول المنطقة وصولا الى دول الاتحاد الروسي وحتى الدول الغربية وانه بات من الملحّ قيام التحالف الخماسي الذي يجمع السعودية والاردن والعراق وسوريا وتركيا لمكافحة «داعش».
وإذ أبدى الوزير السعودي موقفاً مؤيداً لهذا الطرح الروسي، بادرت موسكو الى دعوة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لزيارتها وإطلاعه على هذا الطرح والموقف السعودي المتجاوب معه، وهذا ما حصل بالفعل، وتلاه اللقاء بين ولي ولي العهد السعودي ورئيس جهاز الأمن القومي السوري اللواء على مملوك في جدة، والذي ستليه لقاءات مماثلة تُركت على همّة الجانب الروسي بالإتفاق بين الجانبين السعودي والسوري.
ويؤكد السياسي إياه ان اتصالات تجري مع القيادة المصرية هذه الايام لإقناعها بلعب دور فاعل للتقريب بين الرياض ودمشق يؤازر الدور الروسي
الجارف في هذا الاتجاه، خصوصاً ان للقاهرة موقفاً معروفاً من الازمة السورية حيث أنها تعتبر أمن سوريا من الأمن القومي لمصر وتعارض إسقاط النظام السوري وتؤيده في مواجهة «داعش» وكل التنظيمات المتطرفة التي تكافحها هي على الأراضي المصريّة، خصوصاً في سيناء التي سقط فيها حتى الآن العشرات من ضباط الجيش المصري وجنوده في هجمات «داعشية» و»قاعدية» لم تنته فصولاً بعد.
وقد لمس الذين تواصلوا مع القاهرة استعداداً لديها للعمل على التقريب بين الرياض ودمشق، خصوصاً ان علاقتها المميزة بالقيادة السعودية من شأنها ان تساعدها على التقريب بين الجانبين بما يساعد على حل الازمتين اليمينة والسورية.
وقيل في هذا المجال ايضا ان هذا الموضوع وما يحوط به من تطورات تناولته اللقاءات الجانبية التي انعقدت مع المسؤولين المصريين والعرب والاجانب أمس الاول خلال الاحتفال بإفتتاح قناة السويس الجديدة والتي شارك فيها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام، في اعتبار ان اي تطور ايجابي في العلاقة السعودية ـ السورية ينعكس ايجابا على الازمة اللبنانية وعلى مجمل الاوضاع في المنطقة.
ويكشف السياسي نفسه أن هناك اتصالات تجري بعيداً عن الأضواء لتطوير العلاقات بين القاهرة وطهران ايضاً الى جانب المحاولات الروسية وغير الروسية الجارية في هذا الاتجاه. وقد ابدى الجانب المصري خلالها اعتراضه على التدخل الايراني في العراق، فقيل للمصريين فليكن العراق مكان الحوار بين العرب وايران للوصول الى تفاهم، خصوصا ان الجانب الايراني يطرح منذ تولي الشيخ حسن روحاني الرئاسة الايرانية حواراً بين ايران وجاراتها العربية في الخليج وبينها وبين العرب عموماً للوصول الى تفاهم وتعاون بين الجانبين تحت المظلتين العربية والاسلامية.
ويعتقد السياسي نفسه ان الاوضاع في المنطقة آيلة في وقت لم يعد بعيداً الى تفاهمات عربية ـ عربية وعربية ـ إيرانية ستقطف المنطقة ثمارها الايجابية خلال السنة المقبلة التي يعود هذا السياسي الى التأكيد أنها ستكون سنة الخروج من الحروب الى آفاق الحلول المرحلية والإستراتيجية