Site icon IMLebanon

في البترون.. تنورين «أم المعارك»

بالرغم من التنافس السياسي الحاد في أكثر من بلدة بترونية وفي مقدمتها تنورين التي دافع إبن البلدة الوزير بطرس حرب عن حضوره فيها في مواجهة تحالف «القوات» و «العونيين»، انتهى اليوم الماراتوني البتروني الطويل من دون ضربة كف، لتقدم منطقة البترون نموذجا لاستحقاق حضاري بامتياز في الشكل، لكن في المضمون ثمة خارطة سياسية جديدة ستسحب نفسها على الاستحقاق النيابي الذي سيكون بالنسبة للوزير حرب معركة وجود في مواجهة التحالف المسيحي الجديد.

وشهدت قرى وبلدات قضاء البترون معارك ساخنة تقاطعت فيها الحسابات العائلية مع الاصطفافات السياسية، وهذا ما تم التأكيد عليه من قبل كل القوى والتيارات الموجودة في قضاء البترون التي أجمعت على رفض الاسقاطات السياسية ودعت الى إبعاد الاستحقاق البلدي عن المحاصصة السياسية وإبقائه في نطاق العمل الانمائي والمحلي، الا أن الساحة البترونية عكست حماسة وحيوية في ممارسة المرشحين والناخبين حقهم بوسائل عدة.

فالمشهد في بلدة راسنحاش البترونية (3 لوائح و5 مرشحين منفردين) كان لافتا للانتباه، فقد حضر منذ الصباح الباكر فتية صغار الى محيط مركز الاقتراع في المدرسة الرسمية في راسنحاش يراقبون ويسألون عن كل خطوة أو تدبير أو آلية مرتبطة بالاستحقاق الانتخابي، وهذا المشهد ينطبق عليه المثل القائل «خذ أسرارهم من صغارهم».

وكان لافتا للانتباه توجه الناخبين والناخبات في راسنحاش الى محيط مركز الاقتراع وهم يحملون «نراجيلهم» وبعضهم تسمر في محيط الأقلام لمراقبة العملية الانتخابية.

وفي بلدة تنورين، احتدمت المواجهة بين الوزير بطرس حرب من جهة و «القوات اللبنانية» و «التيار الوطني الحر» من جهة ثانية، فكان المشهد يوحي بشراسة ديموقراطية حيث غصت الطرق المؤدية الى تنورين من التحتا مرورا بالوادي ووطى حوب وصولا الى تنورين الفوقا بالسيارات والماكينات الانتخابية حيث تطلّب التنقل ساعات بسبب زحمة السير، إضافة الى حركة للماكينات الانتخابية الخاصة بالأحزاب وباللائحتين المتنافستين، فلكل لائحة أعلامها المرفوعة الى جانب أعلام التيارات الداعمة يعلوها العلم اللبناني.

ولم تقل البلدات الجارة لتنورين حماوة عنها، مثل دوما وبشعله وبيت شلالا وكفور العربي ودير بلا وكفرحلدا التي شهدت تنافسا حادا سادته روح رياضية بعيدا عن التجاذبات والخلافات السياسية.

بالأمس خفت وهج مدينة البترون وبلدة شكا اللتين تعودتا أن تسرقا الوهج الاعلامي، بسبب فتور الاستحقاق البلدي وانحصار الحماوة بالتنافس الاختياري، وهذا الواقع انعكس انخفاضا في نسبة المقترعين التي لم تتجاوز فيهما الـ 30 % في شكا وفي مدينة البترون خلافا للنسب المرتفعة التي سجلت في وسط البترون وتجاوزت الـ70 % في بعض القرى ما يشير الى تعطش المواطنين للمشاركة في هذا الاستحقاق.