Site icon IMLebanon

دفاعاً عن الاستقلالية النقابية التعليمية!

ليست انتخابات رابطة الثانوي مجرد استحقاق عابر، ينتهي بتأليف مجلس مندوبين وهيئة إدارية ورئيس جديد. هي أكثر من ذلك، خصوصاً في الظروف التي تمر بها الحركة النقابية التعليمية، ولما يمثله الثانويون من ركيزة أساسية لدورها ولوزنها في مسار التحرك لتحقيق المطالب وتعزيز التعليم، وإن كانت التجربة السابقة تحتاج الى مزيد من الدرس والتقويم لإعادة استنهاض القاعدة التعليمية وطرح شعارات وأساليب مختلفة لنيل الحقوق، في سلسلة الرواتب وغيرها. وفيما تتوجه الأنظار الى هذا الاستحقاق، يبرز إسم رئيس الرابطة حنا غريب لدى اصطفافات متنوعة في الحركة النقابية التعليمية، بعضها يريد المحافظة على دوره ودعمه لولاية جديدة يواصل من خلالها، متسلحاً بالالتفاف النقابي حوله، قيادة رابطة الثانوي في هيئة التنسيق لتحقيق المطالب وحماية الحقوق في سلسلة الرواتب، والبعض الآخر لا يريد استمرار حنا غريب وما يمثله في موقعه القيادي في الرابطة، لأسباب سياسية وغير سياسية.

قد يكون من المبكر تحديد الإتجاه الذي سيحدده اساتذة الثانوي الرسمي والمندوبين في الإنتخابات التي تجري هذا الشهر. لكن قراءة موضوعية لمسار حركة رابطة الثانوي، تعزز رأينا بضرورة الحفاظ على الموقع النقابي الذي مثّله حنا غريب في رابطة الثانوي، وإن كانت هناك سقطات يتحمل مسؤوليتها الجميع، خصوصاً القوى السياسية الممثلة في الرابطة. فبقدر ما يمكن توجيه نقد لحنا غريب في مواقفه من السلسلة خلال التحرك المطلبي، لا بد من إنصافه على المقلب الآخر، اي في موقعه النقابي الذي حاول أن يبقيه على قدر من الإستقلالية، وهي مسألة في غاية الصعوبة على ما شهدنا من تدخلات سياسية في تحرك هيئة التنسيق النقابية ومحاولات حثيثة للتلاعب بدورها، واستخدامها لأهداف سياسية راهنة ولخدمة ملفات ثانية، ثم الإنقضاض عليها لتفكيكها من الداخل بدعم مكونات فيها على حساب أخرى، فضلاً عن أن التغيير ليس بالضرورة دفع الموقع النقابي الى الامام، بل ربما يعود خطوات الى الوراء.

ولعل ما نشهده من اصطفافات لدى القوى السياسية والأساتذة قبل استحقاق انتخابات الرابطة، لا يشجع على التفاؤل بحدوث تغيير جوهري في العمل النقابي التعليمي، ولا ينطلق لدى كثيرين من إجراء مراجعة ذاتية وتقويم للتجربة يضع هذا الجسم مشرحة النقد، ويحدد مستقبلاً على اشكال التحرك المطلوبة التي تقيس الخسائر والأرباح في معركة السلسلة وغيرها وتحدد حسابات الجدوى، إنما يبدو محاولة للإنقضاض على آخر ما تبقى من موقع نقابي تعليمي مستقل في الحركة التعليمية.

ولا بد من القول ان المهم أن يبقى في حماية الرابطة كموقع نقابي مستقل، ومعه يبقى حنا غريب في هذا الموقع، وإن اختلف مع كثيرين، وإن أخذنا عليه إنشداده الى خيارات تحتاج الى نقاش دقيق على طريق بناء النقابات وتحقيق المطالب!