Site icon IMLebanon

أمام المخارج الغامضة!

لبنان لم يسقط في وهاد الأزمات كلياً.

لكنه، لم يصعد الى أديم الانفراجات.

قد يكون اللجوء الى الحلول المرحلية خطوة شجاعة.

لكنها ليست المخرج المنشود.

صحيح، ان ما حدث كان مسرحية غير موفّقة، لتفادي الكارثة، كما سمّاها وزير التربية.

لكن المسرحية كانت مشوّقة.

ذلك ان وزير الدفاع أراد حلاً لأزمة التعيينات العسكرية، فكانت سلّة حلول لا تنطوي على حلول.

والرئيس سمير مقبل دار، في مشروعه على القيادات، لكنه لم يحمل معه ما يرضي هذه القيادات.

إلاّ أن تأجيل الجلسة الى يوم غد، يكون يسفر عن مخرج، لا يصدر عن ٢٤ وزيراً، كل واحد منهم يحسب نفسه رئيساً للجمهورية، والبلاد، منذ ٤٠٠ وخمسين يوماً بلا رئيس.

هل البلد معطّل؟

هل هو في خراب؟

هل هو ذاهب الى الانهيار؟

معظم الأجوبة جاهزة، لكن البلد لا يموت.

ولا ينهار، أو يتهاوى على الأرض.

كان الرئيس حسين الحسيني يردّد، منذ حقبة الثمانينات، ان وطناً يُشرف على الهلاك، ولا يهلك، لا تخافوا عليه، بل خافوا منه.

ويقول الرئيس سعدي المنلا في الخمسينات ان بلداً تزداد عليه النكبات، وتقلّ أمامه فرص النجاة، ويبقى واقفاً على رجليه، هو بلد لا ينهار بسهولة.

لبنان اليوم تحاصره جبال النفايات.

ولا أحد من زعمائه والقادة فيه، يسأل ببساطة وبراءة، كيف نام اللبنانيون وأفاقوا، وأمام منازلهم والشوارع أطنان من الزبالة.

ويعتقد الوزير فؤاد بطرس، ان البلد ليس في محنة، بل في كارثة، على نحو ما ينقل عنه زوّاره.

والوزير الذي يستقبل مائة عام بهدوء، يطرح عليه زواره القلائل، هل أخطأ البطريرك الحويك، عندما عمد الى اقتراح تكبير لبنان، تخلّصاً من عقدة تصغيره؟

***

وفي رأي نائب بارز، ان ٨ و١٤ آذار والمستقلين، يتصرفون، على أساس ان المخرج من الأزمة، يصدر عن الخارج، ويتقبّله مَنْ في الداخل بطيبة خاطر.

هل يستيقظ الناس غداً، وقد خرج في ليلة حالكة السواد، أضواء بيضاء توحي بحل الأزمة.

والأزمة صعبة ومعقّدة.

في الوطن أزمة حكومية.

ومشكلة نظام وادارة وفساد.

وفيه أيضاً جبال نفايات.

هل عرف اللبنانيون، من أقدم على كبّ الزبالة في ليلة ما فيها ضوء قمر، في الشوارع العامة.

وهل من طبيعة لبنان، ان يكون مجرّد مكبّ زبالة على قارعة الطريق؟

لا طبقة سياسية جديرة بالاحترام.

ولا وزراء يفتّشون عن حلول لا عن كوارث.

الحمد لله، انه طلع معهم أخيراً تصدير النفايات الى الخارج، بغية استثمارها في مشاريع صناعية.

القضية لا تدعو الى الفرح، لأن تصدير النفايات في البواخر، مثل استئجار البواخر لاستدرار الطاقة الكهربائية.

وهذا، بانتظار إعداد مشاريع لايجاد مطامر للنفايات.

هل أصبح لبنان، بين تصدير النفايات وإعداد المحارق.

أين كان السادة الحاكمون، قبل عامين، أو قبل أعوام.

هل كانوا يدرسون أم يسلبون المنافع؟