أما وقد ترشح النائب سامي الجميل الى رئاسة حزب الكتائب اللبنانية، خلفا لوالده الرئيس امين الجميل الذي قرر التقاعد والتفرغ لـ “بيت المستقبل”، الا اذا حالفه الحظ ثانية في رئاسة الجمهورية، فاننا نبارك للشيخ الحفيد برئاسة حزب “الله والوطن والعائلة” (مع التركيز على العائلة)، لان النائب سامي، على رغم كونه وريثاً، فإنه مستحق لنشاطه وحيويته وشبابه. لكن العملية الانتخابية تستحق التوقف عندها والتعليق عليها نظرا لأهميتها.
فحزب الكتائب، كما الحزب التقدمي الاشتراكي، يعمل كل منهما، على انتقال سلس للسلطة بما يجدد الدم، ويعطي دفعا اضافيا ربما يكون جاذبا لجيل جديد لم تعد الاحزاب التقليدية تستهويه وتجذبه الا بمقدار تطرفها وتعصبها وحملها السلاح، وهذا الاخير عنصر جاذب لأنه يحقق عالم الافلام، ويرمز الى قوة يطمح اليها كل شاب.
ثم ان ترشح الزميل بيار عطاالله لرئاسة الحزب في مواجهة الجميل الحفيد، لظاهرة حضارية تنقذ الديموقراطية شكلاً، وعلى الكتائبيين الحريصين على الحزب، لا ان يبالغوا في ازدراء الخطوة، بل كان الاجدى بالرئيس الجميل أن يدعوه ويقبله بين عينيه، لانه ادى للحزب خدمة جليلة، على رغم علمه الاكيد انه لن يفوز بالرئاسة يوما.
وأما قول النائب سامي الجميل في حفل كتائبي جمعه الى ابن عمه النائب نديم الجميل: “انا وخيي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب” فلم يكن ضرورياً البتة، لانه فهم في اطار الحملة الانتخابية كأنه موجه ضد منافسيه، وليس من مرشحين سوى عطاالله، الغريب عن العائلة، وليس عن الحزب، اذ معروف عنه صدق التزامه القضية التي آمن بها والتي يبذل جهداً كبيرا من اجلها، وهو نموذج الالتزام.
في كل حال، امام سامي اليوم فرصة تاريخية، بحيويته، لان يجمع من تفرق من الحزب العريق، وخصوصا شبان اجتذبتهم سياسات حزبية آنية في زمنها، ولجذب آخرين، اذ انه وجه جديد لم ينغمس في الحرب ومستنقعاتها الموحلة. وثمة اكثرية مسيحية غير منضوية في الاحزاب، لكن كثيرين منهم يتوقون الى حياة حزبية عصرية لم تتوافر لهم، او من الذين تكسّرت آمالهم وتحطمت امام مواقف وسياسات لا تنسجم مع اقتناعاتهم. ربما يمكن رئيس الكتائب ان يكسب ثقة المحبطين من العماد ميشال عون، والناقمين على الدكتور سمير جعجع، والذين لا تتوافر لهم بدائل حاليا، شرط ان يوفر لهم آليات مشاركة حقيقية في القرار، وعليه ان يخلع الرداء “الكاكي” الذي ارتداه اسلافه في الحزب، على ان يحتفظ به في خزانة عتيقة ليوم حاجة، لان البلد يمر دائما في فترات غير مستقرة، وقد تكون اندفاعة الحزب في مواجهة الفلسطينيين وطريقهم الوهمية الى القدس عبر جونية، مطلوبة مرة جديدة. فمن يدري؟!