IMLebanon

في دعم الجيش

 

بارت بضاعة الممانعين عندنا في أرضها في موضوع الهبة السعودية التاريخية للجيش. وأثبتت المملكة مرة جديدة، أنها تحكي وتفعل. وتفعل الذي تحكيه وليس عكسه. وتَعِدْ وتفي الوعد. وتقرّر وتنفّذ القرار.. وتترك التشكيك في سياقه الافترائي وفي الحسابات السياسية لأصحابه.

لم تعلّق في الشهور الماضية، لا مباشرة ولا غير مباشرة، على كل الضجيج الذي تلا الإعلان عن مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للجيش، لتسليحه ودعمه، رغم وصول آلة الضخّ الممانعة الى مستويات عجيبة في تشكيكها والى حدّ ضاع معه القياس: هل أن التشكيك في الدعم وتنفيذه، جزء من الافتراء على السعودية فقط، أم أنه مُضاف الى الانزعاج المبدئي من أي خطوة فعلية عملية ملموسة وحقيقية لدعم وتسليح المؤسسة العسكرية الشرعية الأم؟

والواقع أن سادة الممانعة أثبتوا، بفصاحة ضارية، أن انزعاجهم مزدوج.

مرّة لأن السعودية تقود فعلياً الحرب على الإرهاب التكفيري على كل المستويات، ودعم الجيش اللبناني جزء من ذلك السياق. وإذا كان كيد الممانعين يمنعهم من الإضاءة على تلك القيادة في غير لبنان، فإن التعمية عندنا مستحيلة، في حين أن المطلوب (الإيراني) هو العكس تماماً، أي إرجاع ذلك الإرهاب، بممارساته وخلفياته الى السعودية!

ومرّة لأن الدعم يطال الجيش تحديداً. وهو المؤسسة التي تبيّن أن ما حصلت عليه طوال عهد الوصاية الأسدية ونظامها الأمني المشترك، لم يكفها في أول معركة، فعلية خاضتها ضد إرهابيي «فتح- الإسلام» في نهر البارد، باعتبار أن الاستثمار الاستراتيجي كان في الجيش الرديف الذي هو «المقاومة»، وليس في جيش الشرعية وعمود خيمتها.

ما فعلته السعودية، راهناً مع الجيش، متمم لما فعلته قبل ربع قرن مع لبنان كله، من خلال اتفاق الطائف. ليتبين من الخلاصة، أن «مشروعها» عندنا، هو نقيض تام لمشروع أهل الممانعة: هي تبحث، بالبناء والدعم والتنمية، عن إعادة إحياء دور الدولة ومؤسساتها الشرعية بما يخدم كل اللبنانيين، ومناخ الاستقرار العربي العام، وهم يبحثون عن ترسيخ أدوارهم التي بنوها على تراكم الخراب والدمار، وبما يخدم مصالحهم أولاً وثانياً وعاشراً.

وشتّان بين النقيضين: بين الشرعية والشارع، والدولة والدويلة والجيش والإرهاب.. بكل صنوفه! مبروك للجيش، وشكراً للسعودية وقيادتها.