Site icon IMLebanon

في سوريا شعور وطني يبعد التقسيم

عن سؤال: هل تعتقد أن “حرب القلمون” ستمكن الرئيس السوري بشار الأسد من استعادة المنطقة ومعها ضواحي دمشق وسوريا كلها؟ أجاب المسؤول المهم نفسه في “إدارة” مهمة داخل الإدارة الأميركية تتابع شؤون سوريا ولبنان ودول أخرى، قال: “في رأيي لم تكن سوريا محكومة مركزياً على النحو الذي يتصوّره البعض. سلطة آل الأسد لم تكن تصل إلى “الحسكة” مثلاً أو إلى مناطق الأكراد فضلاً عن مناطق أخرى. زرت مرة القرداحة وكنت أتصوّرها جنّة لأنها معقل أو مسقط عائلة الأسد. لكن وجدتها في حال مزرية، شوارعها صغيرة أزقة و”زواريب” وبيوتها قديمة وفيها أوساخ كثيرة. الثروات السورية والأموال التي جمعها النظام ورجاله وأركانه لم تتوزع على المجموع”. علّقت: هذا صحيح. لكن حكم آل الأسد ونظامهم كان ماسكاً سوريا كلها بواسطة أجهزة المخابرات والقوى الأمنية والعسكرية. لذلك لا يمكن القول إن سلطتهم كانت تقتصر على دمشق ومناطق محدّدة فقط. ردّ: “على كلّ ربما تكون سوريا في رأيي عصية على التفتيت (Fragmentation). هناك سوريا مذهبية لكن مذهبيتها أقل من مذهبية كل من لبنان والعراق وغيرهما. وقبل ذلك أو معه هناك شعور سوري وطني. وهذا الأمر يبعد على الأقل حتى الآن شبح التقسيم عن سوريا”. ردّيت: أنا لم أتحدّث عن التقسيم. سبعون في المئة تقريباً من الشعب السوري ينتمون إلى الإسلام السني والباقون يسمّون “مختلف” أي ينتمون إلى المذاهب الآتية: العلوي والإسماعيلي والدرزي وإلى الديانة المسيحية على تنوّع مذاهبها. ولأن الأكثرية سنّية فان الحل ربما يكون بدولة واحدة تضم الجميع مع لامركزية معينة أو محدودة للأكراد والعلويين. هذا أمر لا يمشي في العراق رغم أن خمسة وستين في المئة من شعبه ينتمون إلى الإسلام الشيعي. والسبب أنهم أقلية في العالم العربي بل في العالم الإسلامي. وعندهم خوف دائم من السنّة. وهذا الخوف لا يشعر به سنّة سوريا رغم كل الذي مرّوا به. علّق: “على كل لم أسمع أحداً من المعارضين السوريين باستثناء قلّة يتحدث عن تقسيم سوريا. استعادة الأسد كل سوريا ربما يكون احتمالاً صعباً. لكن العمل لاستعادة “الغوطة” كلها (غوطة دمشق) ومنطقة القلمون سيستمر فيه بشار الأسد. وسوف نرى ما يحصل”. علّقت: تحاربون “داعش” و”النصرة” وأمثالهما بالقوة العسكرية والأسد بالسياسة. هناك عدم توازن في ذلك فضلاً عن أنه مُحبط في ظل وجود جيش نظامي للأسد يتلقّى المساعدات المالية والعسكرية من روسيا وإيران وكذلك الدعم بالمقاتلين غير السوريين. ردّ: “نحن نضرب “داعش” وأشباهها عسكرياً لأن المطلوب التخلّص منهم لأسباب عدّة منها أنهم ليسوا آدميين (بشراً)، ومنها أيضاً أنهم يهدمون دولة بل دولاً. علماً أننا لم نقل إن على الأسد أن يبقى في السلطة. ولم نستعمل القوة ضده لأننا لا نريد أن ندمّر سوريا وشعبها. نحن نريد حلّاً سياسياً. هذا الحل لن يتم التوصّل إليه إذا لم يحصل تفاوض حوله، بين الأسد ومعارضيه. طبعاً لا يعني ذلك أنه سيكون جزءاً من الحل، لكنه مضطر أن يكون جزءاً من الحوار للتوصّل إلى حل، ربما مستقبلاً وعندما يشعر العلويون أو بعضهم من العاملين مع الأسد أن الاستمرار مؤذ لهم كأفراد أو كطائفة، وأنهم سيتعرّضون للانتقام بكل تأكيد لأنهم كانوا معه جزءاً من فريقه، ربما في حال كهذه يتركونه. على كل ستيفان دو ميستورا موفد الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا أخطأ عندما قال فيها إن الأسد جزء من الحل. وعندما فوتح بذلك أو بالأحرى عوتب على هذا الكلام قال إنه كان تعباً بل مرهقاً، ولذلك صدرت عنه العبارات المُعترض عليها. لكنه صحّحها بالقول إن الأسد ضروري للحوار والتفاوض الممهدَين للحل”.

سألت: ما رأيك في الذي يقال عن أن أحداث سوريا ستصيب لبنان برذاذها القوي والكثيف؟ أجاب: “نحن عندنا مخاوف من ذلك. وبحسب معلوماتنا فإن “داعش” و”النصرة” يعدّان خططاً للبنان وسينفذانها عند ذوبان الثلوج. ولذلك فإننا نقدم كل المساعدات اللازمة للجيش اللبناني كي يواجه ما يجري وسيجري. كل أسبوع تقريباً سترون في لبنان سفيرنا ديفيد هيل يستقبل مع مسؤولين عسكريين مساعداتنا العسكرية سواء في مرفأ بيروت أو مطارها أو في مناطق أخرى. الجيش يقوم بمهمة جيدة. نحن نقدِّره وندعمه”.

هنا انتقل الحديث أو الحوار إلى الجيش. فماذا دار فيه؟