IMLebanon

..وفي الغارة الثامنة غاب الاحتفاظ بحق الرد أيضاً!

 

في أيار من العام الماضي، إثر غارة إسرائيلية ليست الأولى منذ اندلاع الثورة السورية، بلغ خطاب القوة «الممانع» أوجه. هدد النظام السوري «إسرائيل» بأنه سيقصف فلسطين المحتلة فوراً بعد أي غارة جديدة. الأمين العام لـ«حزب الله» قال يومها (9/5/2013): «فُتح الباب في المقاومة الشعبية في جبهة الجولان»، وأن جيش النظام «جهّز منصات صواريخ ووجهها في اتجاه أهداف في فلسطين» للرد فوراً بعد أي غارة جديدة.

توالت الغارات، وصار الرد حقاً محتَفظاً به، وفق البيانات السورية الرسمية. في 26/2/2014 شنت طائرات العدو الإسرائيلي الغارة السابعة، لتطال هذه المرة هدفين لـ«حزب الله»، في منطقة وعرة بين بلدة النبي شيث اللبنانية وبلدة سرغايا السورية. وقد بدا الارتباك الذي سببته الغارة واضحاً في مواقف «حزب الله» على وجه التحديد، حيث حرص الحزب على نفي استهداف أي هدف داخل الأراضي اللبنانية، لدرجة تكذيب الصحافة الغربية بهذا الخصوص، ثم ما لبث أن أصدر الحزب بياناً، اعتبر فيه أن الغارة «اعتداء صارخ على لبنان وسيادته وأرضه«!.

بعد ظهر الأحد الماضي (7/12/2014) عاودت «إسرائيل» الكرّة فقصف أهدافاً قرب مطار دمشق الدولي، والمطار الشراعي في بلدة الديماس القريبة من لبنان. في الغارة الثامنة صمتت الأصوات، وغاب مجرد بيان الاحتفاظ بحق الرد. التعليق الرسمي السوري ربط الغارة بتراجع معنويات «الجماعات الإرهابية»!، لكأن ضرب الجماعات المسلحة صار هو الرد على الغارة، وقد سدده النظام سلفاً.

وبما أن الغارة استهدفت جملة أهداف، وليس هدفاً واحداً، وبما أن بعضها يضم مكاتب عسكرية، وليس مخازن أسلحة فقط، فيمكن الافتراض أن أعداد القتلى والجرحى ليست بالقليلة، كما يمكن افتراض وقوع خسائر لدى «حزب الله» أيضاً، على اعتبار أن الضربات الجوية استهدفت أسلحة للحزب أو في طريقها إليه.

وفيما التزم النظام والحزب الصمت عن خسائرهما، تحدثت مصادر العدو الإسرائيلي عن سياسة دفاع صارمة تهدف قدر الإمكان إلى منع نقل أسلحة متطورة إلى منظمات إرهابية» (وزير الاستخبارات يوفال شتاينيتز)، فيما اعتبرت صحيفة «هآرتس« أن الغارة «استمرار للسياسة التي حددتها تل أبيب، في ما يتعلق بالحرب السورية منذ أكثر منذ ثلاث سنوات«.

وبالنظر إلى هذه الغارة الجديدة، تلفت عودة الحديث عن الصواريخ الروسية الكاسرة للتوازن في الصحافة العبرية، بما يكشف مرة جديدة حجم الاختراق الأمني الإسرائيلي، في لبنان وسوريا، وعدم الاكتراث بثرثرة النظام السوري وحلفائه، وتهديداتهم… والأهم من ذلك مدى ترابط مصير حال النظام السوري و»حزب الله»، في الرد وعدمه، وفي السلاح وحيازته، وفي المصير ومآلاته… ولبنان كله جزء من هذه المعادلات، بغضّ النظر عن الآليات الدستورية، وعن حجم الرافضين أو الراضين.