Site icon IMLebanon

على خطى استعادة الثقة.. الخارجية

مرة جديدة يثبت لبنان أنه في صلب المعادلة الإقليمية والدولية وشريكاً في القرارات المتخذة، وأنه موضع إجماع للدور الذي يمكن أن يلعبه في محاربة التطرف والإرهاب في المرحلة المقبلة، خصوصاً وأن لبنان عبر جيشه الوطني يخوض أشرس المعارك ضد التنظيمات الإرهابية على الحدود. هذا الإهتمام الإقليمي والدولي بأهمية لبنان وحضوره، ترجم أمس عبر مشاركة الوفد الوزاري اللبناني برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والمؤلف من وزراء : الداخلية نهاد المشنوق والخارجية جبران باسيل والإعلام ملحم رياشي في القمة العربية – الإسلامية – الأميركية التي عقدت في الرياض، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يزور المملكة في أول زيارة خارجية له بعد تسلمه الحكم في البيت الابيض.

حضور لبنان في هذه القمة ما هو إلا تأكيد على «إستعادة ثقة» الدول العربية وأميركا بمؤسسات لبنان الرسمية، وهذا ما كان تسعى إليه حكومة الرئيس سعد الحريري والتي اتخذت عنوان «إستعادة الثقة» شعاراً لها، وكان من أبرز أهدافها عودة لبنان إلى الحضن العربي والدولي واستعادة ثقة الدول المحيطة بلبنان العربية منها والدولية بمؤسسات الدولة كما ثقة اللبنانيين. كما أن هذه المشاركة أدت إلى حضور لبنان في صلب كلمة الرئيس الأميركي ترامب الذي أكد على «الدور الذي يلعبه الجيش اللبناني في محاربة الإرهابيين على الحدود

في هذا السياق، شدد وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، في حديث إلى «المستقبل» أمس أن «مشاركة لبنان في القمة العربية – الإسلامية –الإميركية في المملكة العربية السعودي تعني أن لبنان في صلب العالم العربي والإسلامي وما يحصل في محيطه وبيئته هو معني به ايضاً»، مشيراً غلى أن «مشاركة لبنان في هذه القمة عبر الوفد الوزاري برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري هو أمر أساسي وضروري من أجل إيصال صوت لبنان واللبنانيين جميعاً من دون إستثناء».

ولفت إلى أن «المشاركة في مثل هذه القمم أمر ضروري ومهم، خصوصاً وأن الأوضاع في المنطقة تتدهور ولبنان يجب أن يكون متواجداً في هذه القمم من أجل المحافظة على أمنه واستقراره ووحدته الوطنية والعيش المشترك فيه»، مشدداً على أن «الرئيس سعد الحريري هو خير من يمثلنا ويمثل جميع اللبنانيين ولنا ملء الثقة فيه لأنه الحريص كل الحرص على وحدة اللبنانيين وعيشهم المشترك الواحد الموحد».

وأشار إلى أننا «ننظر بأهمية بالغة إلى ما سينتج عن هذه القمة، خصوصاً فيما يتعلق بالشأن السوري، وإيجاد حل لوقف القتل والدمار الذي يقوم به النظامين السوري والإيراني والميليشيات الطائفية المشاركةهناك إلى جانبهم، ووقف هذا الأمر يهم لبنان لأنه يعيد الطمأنينة والإستقرار مما يؤدي إلى عودة النازحين إلى بلدهم من أجل إعادة إعماره»، لافتاً إلى أن «اللبنانيين ذاقوا ما ذاقه الشعب السوري في الحروب السابقة وخصوصاً في الحرب الأهلية ولكن كان هناك من خلص لبنان من هذه الحرب وعمل على إعادة بنائه وهو الرئيس الشهيد رفيق الحريري، باني لبنان الحديث». وأمل أن «يكون هناك مخلص للشعب السوري أيضاً يعيد بناء بلده كما الرئيس رفيق الحريري رحمه الله».

من جهته، اعتبر وزير البيئة طارق الخطيب، في حديث إلى «المستقبل» أن «تواجد لبنان ضروري في أي قمة ومشاركته في القمة العربية والإسلامية والأميركية في الرياض هو أمر مهم وأساسي»، مشدداً على أنه «كلنا ثقة برئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي يمثل لبنان خير تمثيل وبحكمته مع الفريق الوزاري المشارك إلى جانبه والذين سيعبرون عن موقف لبنان الذي يعزز الوحدة الوطنية والعيش المشترك ويحميهم».

وأكد على أن «تواجد لبنان في هذه القمة وغيرها من القمم هو أمر أساسي وضروري من أجل أن يسمع المجتمع الدولي صوت لبنان واللبنانيين من أجل مساعدته على تجاوز الملفات الصعبة التي يواجهها وحمايته وتعزيز أمنه وإستقراره ووحدته».

بدوره، اعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب شانت جنجنيان في حديث إلى «المستقبل» أن «مشاركة لبنان في هذه القمة هو أمر مهم جداً، وهذه المشاركة تعني أن لبنان عاد ليلعب دوره في الساحة الإقليمية والدولية»، مشيراً إلى أن «بمجرد حضور لبنان هذه القمة هو إعتراف عربي ودولي ومن قبل الولايات المتحدة الأميركية بأهمية لبنان والدور الذي يمكن أن يلعبه في محاربة التطرف والإرهاب خصوصاً وأن الجيش اللبناني يسطر معارك بطولية مع هذا الإرهاب على الحدود».

وشدد على أن «انعقاد هذه القمة امر مهم وضروري خصوصاً في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة»، مشيراً إلى أننا «ننتظر ما سينتج من مقررات عن هذه القمة والتي ستحدد في جزء منها الدور الذي ممكن أن يلعبه لبنان في المرحلة المقبلة».

بدوره، اكتفى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب عبد المجيد صالح بالقول:»أننا بانتظار ما سيصدر عن حركة أمل والرئيس نبيه بري وتعليقه حول هذه القمة ومشاركة لبنان فيها».

من جهته، اعتبر عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب انطوان سعد، في حديث إلى «المستقبل» أن «وجود لبنان في أهم قمة عربية تعقد اليوم في العالم العربي بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو أمر مهم جداً»، مشدداً على أن «هذه المشاركة تؤكد على عودة لبنان إلى لعب دوره الطبيعي إقليمياً ودولياً خصوصاً في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة».

ولفت إلى أن «مشاركة رئيس الحكومة سعد الحريري في هذه القمة جاء بالتنسيق والتشاور مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهو ما ترجم ايضاً بتشكيل وفد وزاري يضم وزراء الخارجية والداخلية والإعلام لتمثيل لبنان بشكل جيد وإيصال صوت اللبنانيين إلى المجتمعين العربي والدولي»، مؤكداً على أن «هذه المشاركة إن دلت على شيء فإنها تدل على عودة لبنان ومؤسسته الشرعية إلى الساحة العربية والدولية».

وشدد على أن «لبنان يلعب دوراً كبيراً عبر جيشه في محاربة التطرف والإرهاب على الحدود الشرقية، وهذا الدور الذي يلعبه دفع الولايات المتحدة الأميركية إلى تقديم المساعدات العسكرية له عبر أسلحة وعتاد وطائرات من أجل مراقبة التحركات التي تحصل على الحدود»، مشيراً إلى أن «هذه المساعدات مهمة جداً من أجل إستمرار الجيش في هذه المعركة من أجل حماية لبنان وتعزيز استقراره، إضافة إلى المساعدة البريطانية المتمثلة بأبراج المراقبة التي تبنى على الحدود من أجل ضبطها بطريقة سليمة ولمنع تسلل الإرهابيين والمتطرفين إلى الأراضي اللبنانية في المرحلة المقبلة».

وأكد على «الدور الذي تلعبه الأجهز الأمنية في هذا السياق أيضاً بمن فيها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي ومخابرات الجيش ومعلومات الأمن العام وأمن الدولة في تفكيك الخلايا الإرهابية والسهر على أمن الداخل ورصد كل من تسول له نفسه العمل على العبث بأمن لبنان واللبنانيين»، مشيراً إلى أن «إستمرار الجيش والأجهزة الامنية في محاربة الإرهاب على الحدود وفي الداخل، يتطلب مزيداً من الدعم والمؤازرة عديداً وعتاداً».