Site icon IMLebanon

في البقاع الشمالي لائحة لا يجمع أعضاءها إلا الصورة

  

رهان على خرق في المقاعد المسيحية والشيعية

لم تترك لائحة تحالف المستقبل والقوات اللبنانية وعدد من المرشحين الشيعة المستقلين في البقاع الشمالي شعاراً يفيدها إلا واستخدمته. لا بد من تذكير “أهلنا في بعلبك ــ الهرمل” بـ”وصية الإمام المغيب السيد موسى الصدر”. “كلنا ضد العدو الإسرائيلي والعدو التكفيري، ولكن أليس لنا حقوق؟“.

 

تتنافس خمس لوائح، بينها اثنتان مكتملتان وثلاث غير مكتملة في البقاع الشمالي. الولادة الأولى كانت للائحة المقاومة. الثانية هي لائحة يحيى شمص متحالفاً مع المستقبل والقوات اللبنانية. أرسى شمص معادلة مع الطرفين، قوامها أن يتولى اختيار المرشحين الشيعة على اللائحة (ستة مرشحين)، فيما يسمّي المستقبل المرشحَّين السنيَّين والقوات تسمي المرشحَّين الكاثوليكي والماروني.

 

من هم المرشحون الذين اجتمعوا في صورة واحدة وقرروا خوض غمار تجربة الانتخابات في مواجهة حزب الله وأمل وحلفائهما؟

 

يحيى شمص

تحت شعار “المظلومية”، ترشح يحيى شمص. صديق السوريين الذي اختلف مع غازي كنعان على قطعة أرض يريد استرجاع لقب السعادة الذي حرم منه جراء رفع الحصانة النيابية عنه عام 1994، بعد حكمه بالسجن لمدة سبع سنوات بتهمة تهريب المخدرات، ليطلق سراحه بموجب عفو عام عن جرائم المخدرات أقرّه المجلس بعد أربع سنوات على سجنه.

 

أكثر من مرشح شيعي يتّهم غازي كنعان بإبعاده!

 

اعتزل العمل السياسي حتى لحظة خروج السوريين من لبنان، ليترشح بعدها مباشرة الى انتخابات عام 2005 من دون أن يحالفه الحظ. ابن إحدى أكبر العشائر البقاعية قرر أن ينغمس في المال والاعمال، أكثر من السياسة.

يستفزّه القول إنه مرشح ضد المقاومة على لائحة القوات ــ المستقبل. ومنذ ترشحه صارت عبارة “نحن المقاومة وتحالفي مع القوات انتخابي”، معزوفة يكررها يومياً، في محاولة لتطويق انعكاسات هذا التحالف في صناديق الاقتراع، مقدّما نفسه “مقاوماً” قبل الآخرين، وهو الذي لا ينظر الى فوزه بوصفه مسألة حظ، “وإنما إرادة من أهالي بعلبك الهرمل”. يقول إنه مذ غادر مجلس النواب آخر مرة لغاية اليوم “لم يتغيّر شيء“.

 

سليم كلاس

لعل رفض حزب الله إعطاء المقعد الكاثوليكي لمرشح التيار الوطني الحر كان من مصلحة العميد سليم كلاس انتخابياً. المفارقة أن ترشيحه ورد على لائحة القوات بوصفه مقرّباً منها، فيما مسيرته “عونية” بامتياز، بحكم الصداقة التي جمعته بـ”رفيق السلاح” رئيس الجمهورية ميشال عون على مدى 30 عاماً.

عندما قرر ابن بلدة الفاكهة الترشح، طلب موعداً لمقابلة عون حتى يقف على رأيه في الخطوة. انتظر الموعد، ولمّا لم يأت، قرر الترشح، فتلقّفته القوات “متل الشحمة عالفطيرة”، يقول أحد أعضاء اللائحة… كلاس يروي أنه ترعرع في المدرسة العسكرية “ولا ميل لي إلى الأحزاب. وحين أسّس الجنرال اللجنة التأسيسية للتيار، فضّلت أن أبقى كصديق ورفيق للجنرال في تلك الفترة. أسير بخياراتي اليوم مع كل التأييد لمسيرة رئيس الجمهورية”. ولكن ماذا عن العلاقة مع جبران باسيل؟ يقول “لا اتصال بيني وبينه. كنت أصادفه حين كنت أزور الجنرال“.

 

أنطوان حبشي

منذ أعلن ترشحه عن المقعد الماروني في بعلبك ــ الهرمل، كان مرشح القوات انطوان حبشي الصامت الاكبر. الاستاذ الجامعي ابن بلدة دير الاحمر “الآدمي”، باءت كل محاولاته للاتصال بمخاتير المنطقة من الشيعة بالفشل. يراهن على قوة تجييرية للقوات اللبنانية، فضلاً عن استثمار حضوره العائلي والمحلي.

 

غالب ياغي

يدرك أن أول عقبة في معركته هي ترشيح ابن أخيه وزوج ابنته عباس ياغي في مواجهته. جرت محاولات عائلية لسحب أحدهما. كان جواب غالب: “عباس لازم ينسحب مش أنا”. العقبة الثانية أن المسؤول البعثي السابق غدا مرشحاً على لائحة القوات اللبنانية اليوم. يجيب “إنها طبيعة الانتخابات”، يستدرك ويسأل: “ألا يجلس حزب الله والقوات معاً في الحكومة؟“.

المحامي الذي درس الحقوق في سوريا واتخذها مهنة على مدى 53 عاماً، تقاعد طوعياً ليتفرغ لعلاج ابنه المريض. انتخب رئيساً لبلدية بعلبك في أول انتخابات بلدية (1998)، في مواجهة لائحة حزب الله. سبق أن ترشح للانتخابات مرتين، وهذه هي الثالثة. يقول “لست في مواجهة حزب الله، وقد أُنتخب أو لا أُنتخب، ولكن معاناة المنطقة تفرض علينا القيام بواجبنا“.

 

بكر الحجيري

الشاب الذي التحق مبكراً بصفوف الحزب الشيوعي اللبناني. حمل البندقية وقاتل في مواقع فدائية متقدمة في الجنوب، كما في حرب السنتين، ليلتحق بعد ذلك بفريق حماية الأمين العام للحزب الشيوعي الشهيد جورج حاوي. بعد انتهاء الحرب الأهلية، صار مؤيداً لرفيق الحريري. هنا يتّهمه رفاقه في عرسال بأنه قرر أن ينقلب على تاريخه. مرشح المستقبل عن أحد المقعدين السنيّين يقول “لا أعترف بالموالاة ولا بالمعارضة، بل بوجود إنسان وعدالة اجتماعية”. ابن البلدة التي شهدت ترشُّح سبعة من عائلته، انسحبوا جميعاً ليستمر وحده مرشحاً. يقول عضو المجلس البلدي السابق إن حظوظه بالفوز “موجودة”. يتّهمه البعض بمواجهة حزب الله سياسياً خلال حرب الجرود ضد الجماعات التكفيرية، وهو ما ينفيه بشدة قائلاً: “كنت رأس الاعتدال والمترجم الصادق لتوجهات الحريري”. مرّت عرسال بتجربة صعبة خلّفت ندوباً، “لكننا استطعنا التغلب عليها وتجاوزناها”. “الدليل أنه بمقدور مرشح حزب الله أن يدخل البلدة اليوم، بعد أن كان ذلك غير ممكن من قبل“.

 

حسين صلح (أبو نضال)

كان عضو مكتب سياسي في منظمة العمل الشيوعي وعضواً في حركة القوميين العرب. “هذا التاريخ في العمل السياسي الوطني”، توّجه مدير المدرسة ومعلم الاجيال لأربعين عاماً بالانتساب إلى تيار المستقبل في عام 1996. هو من الذين يضعون اللوم على مرحلة الوجود السوري في لبنان، في معرض حديثه “عن تراجع المشروع الوطني الديموقراطي”. غير أن أحد عارفيه يقول إن المسؤول العسكري السوري العميد علي صافي كان صديقه ورعى حفل توقيع كتابه في السابق. بطلب من قيادة المستقبل، قرر الترشح، وقيادة ما يسميه “معركة التغيير في البقاع الشمالي“!

 

رفعت نايف المصري

الموظف في مجلس النواب يستقيل من وظيفته ليصبح مرشحاً موسمياً في كل موسم انتخابي. لا يحالفه الحظ، فيعود مجدداً الى وظيفته. يقول: “ترشحت في الأعوام 1992 و1996 و2000 و2005، وفي كل مرة، كان غازي كنعان يسقطني”. ينقل البارودة الانتخابية من كتف الامين العام السابق للحزب الشيوعي فاروق دحروج الى كتف القوات اللبنانية. نعم “في السابع من أيار كل واحد منا يذهب في طريقه”. يقول إن برنامج اللائحة بسيط وواضح للغاية: “رفض مصادرة تمثيل بعلبك ــ الهرمل” .

 

محمد الحاج سليمان

اسم المرشح محمد الحاج سليمان يظهر خلال موسم الانتخابات ثم يختفي مجدداً. مرشح محسوب على المستقبل الذي أراد تمثيل بلدة بدنايل بترشيح ابنها.

 

خضر طليس

معلم الكهرباء لم يكن مرشحاً حتى اليوم الأخير، لولا طلب الشيخ صبحي الطفيلي ترشيحه على اللائحة. نال تزكية بعض عائلات بلدته بريتال. يقول إنه ابن عائلة “عانت المظلومية بعد تعرّض أحد أبنائها للغدر على يد القوى الأمنية”. يقول إن أياً من نواب المنطقة “لم يدافع عنها أو يحقق لها جزءاً من مطالبها“.

 

محمد حمية

شقيق القيادي السابق في حركة أمل عقل حمية الذي توفي مؤخراً. رئيس بلدية طاريا سابقاً. وضع كثيرون ترشحه في خانة الثأر لتهميش شقيقه عقل طوال الفترة السابقة، وهو ما ينكره بقوة “لو أراد عقل حمية المناصب، لفعل، لكنه آثر الابتعاد”. عندما ترشح الى الانتخابات النيابية كتبت إحدى قريباته على مواقع التواصل “اللي استحوا ماتوا”. عبارة تشي بتحسّس آل حمية من خيار تحالف محمد حمية مع القوات. يجيب منفعلاً: “مش مزبوط”. يؤكد ترشحه “على لائحة عشائر بعلبكية متحالفة مع القوات. وكمرشحين شيعة لم يتدخل أحد في اختيارنا”. ويتابع: “أنا شقيق عقل حمية، وقد عاصرت كل مراحل الحرب، وأعرف متى كانوا يتحالفون ويختلفون”. هل عائلتك تدعمك؟ يجيب: “ككل العشائر، ناس معي وناس ضدي، وهذا هو الوضع الطبيعي”.