IMLebanon

في الإنتخابات النيابية مقترعون تتبخَّر أصواتهم من الصناديق

 

أين ضاع صوتي؟

هذا السؤال ليس عنوان فيلم عُرِض في صالات السينما، بل هو سؤال حقيقي طُرِح بقوة في إحدى الدول، من قبل ناخبين مارسوا حقهم في الإقتراع، لكن عند فرز الأصوات لم تُظهِر الصناديق أنهم إقترعوا.

***

هذا السؤال يمكن استعارته في لبنان بعد الإنتخابات النيابية الأخيرة التي جرت في السادس من أيار الحالي.

مرشح في احدى الدوائر كشف عن معلومات في غاية الخطورة، وكأنَّ شرَّ البلية ما يُضحِك، اذ يروي الواقعة التالية، بشيء من الألم:

نحن والحمد لله، عائلة كبيرة، فأشقائي حوالى ستة أشخاص، مع زوجاتهم يصبحون إثني عشر شخصاً أي إثني عشر صوتاً، بلغة الإنتخابات، عند فرز الأصوات في القلم الذي ننتخب فيه، لم أنل أيَّ صوت… ساورتني الشكوك بدايةً أن يكون الناخبون، بمَن فيهم أشقائي وزوجاتهم لم يقترعوا لي، وبلغ بي الشك أن أفترض أنَّ زوجتي يمكن ألا تقترع لي، لكن أن لا أقترع لنفسي؟!

ولأنني اقترعت لنفسي فهل يُعقَل أن أنال صفر أصوات حيث اقترعت؟

***

هذه واحدة من الوقائع الفضائحية، وليست السوريالية، التي سادت العملية الإنتخابية. وهي ستكون واحدة من الوثائق والقرائن التي ستُقدَّم إلى المجلس الدستوري في إطار الطعون التي ستُقدَّم له.

***

في السادس من حزيران المقبل تنتهي مهلة تقديم الطعون، وهي مهلة الشهر بعد إعلان النتائج.

هذا يعني من حيث المنطق والقانون أنَّ المجلس الجديد لن يصبح نهائياً إلا بعد تقديم الطعون والبتِّ فيها، ومَن يدري؟

فقد يقرر المجلس الدستوري إبطال نيابة مَن تُثبت الوثائق أنَّ فوزه شابته عيوب.

 

***

كثيرون من المرشَّحين الذين خذلتهم النتائج، يعكفون على تحضير المستندات لتعزيز الطعون التي سيتقدَّمون بها، أما الدوائر التي ستشهد أكبر عدد من الطعون فهي دائرة طرابلس المنية – الضنية، ودائرة كسروان – جبيل، وقد تحمل دوائر أخرى أكثر من مفاجأة على صعيد تقديم الطعون.

***

المجلس الدستوري ينتظر ان يتلقى ملفات الطعون لينجزها، فيأخذ ببعضها او لا يأخذ، والعبرة في ذلك قوة الإثبات التي تتمتع بها الوثائق والمستندات، ووفق معطيات ومؤشرات لا يرقى اليها الشك.

***

في أيِّ حال، وبصرف النظر عن نتائج الطعون، فإنَّ الخارطة السياسية لمجلس النواب بدأت ترتسم، ومن أبرز مؤشراتها أنَّ لا آحادية زعامات لا في الدوائر ولا في الطوائف:

فعند الشيعة هناك ثنائية أمل وحزب الله مع نواب حلفاء، لكنهم ليسوا من كوادر هذه الثنائية.

عند السنّة، بالمبدأ، لم يعد هناك آحادية ولا حتى ثنائية، ففي بيروت الفائزون كانوا من ثلاث لوائح وليس من لائحة واحدة الا وضع الشيخ سعد الحريري الذي يبقى السني الأكثر شعبية، وكذلك الأمر في طرابلس المنية – الضنية حيث الزعامة موزعة.

***

وعند المسيحيين لم تعد هناك آحادية بل توزعت الأحجام، ولو بنسب متفاوتة، على أربع قوى:

التيار الوطني الحر الأقوى، القوات اللبنانية، حزب الكتائب وتيار المردة.