Site icon IMLebanon

في الأرجوحة ذاتها…

حين يعلن الرئيس أمين الجميل، بعد زيارته الجنرال ميشال عون، “أن الأمور الرئاسية ليست مسهّلة في الوقت الراهن، والقيادات أمام مسؤولية عدم ترك البلد يتخبّط بهذا الشكل”، فمن حق الناس الذين هلّلوا لكسر جليد الفراغ بترشيح النائب سليمان فرنجيّة أن يردّدوا بيأس وضيق: كأننا يا بدر لا رحنا ولا جينا…

من الطبيعي أن تبدأ الأسئلة القلقة بالعودة من الإجازة القصيرة، وخصوصاً حين يؤكد الرئيس الجميّل أن “لا وجود لحلول جاهزة معلّبة”، لكن الحوارات والتواصلات مستمرة مع كل القيادات الوطنيّة، “لأن الفراغ قاتل للجميع ولن يوفّر أحداً”.

إلا أن ذلك لا يمنع من الإشارة الى الخوف الذي بدأ يساور اللبنانيين من جراء ترحيل المواعيد والأمنيات الرئاسيّة، واحتمالات عودة الفراغ الرئاسي والمؤسساتي والدستوري بأقوى مما كان قبل “الإجازة القصيرة”، وبحيث يوسّع نفوذه ليصبح الشلل كاملاً وناجزاً وتاماً.

من تحصيل الحاصل القول للجميع، للقادة وللمسؤولين وللمرجعيات معاً، إن الوضع الراهن للبنان لا يتمناه له حتى ألد الأعداء. صحيح أنه استطاع خلال المرحلة السابقة المحافظة على نفسه وسط حزام من النار والدمار والإرهاب، “إلا أن هذا الأمر لن يدوم إذا لم نسارع الى تحصين الساحة الداخلية”.

ولكن، كيف يكون لنا ذلك ما دام كلّ مرجع يغنّي على ليلاه، وكل طامح أو حالم يحصر اهتمامه بالسعي لتحقيق ما يجول في نفسه، وما يخطط له؟

التعاون الوطني السليم والمجدي غير متوافر في وطن النجوم. وخصوصاً على مستوى القيادات من أصحاب التطلّعات الرئاسية، حتى وان كانت خطورة الوضع تطرق انتباههم قبل آذانهم.

لن نتحدَّث مرَّة أخرى عن مسؤوليات المرجعيات الروحية والقيادات السياسيَّة حيال ما يتخبط فيه لبنان من فراغ، وشلل، فلقد سبق لنا أن ناشدنا، وطرحنا الصوت ودققنا النواقيس بكل ايقاعاتها.

ولكن، لا حياة لمن تنادي. بقي كل شيء على حاله. كما بقي كل واحد من المعنيّين على موقفه.

لا يفيد هنا أن نسمي ونستثني وندعو أناساً بالأسماء الثلاثية. ولا يجدي. فالمطلوب في هذه الساعات والأيام الدقيقة للغاية التجاوب مع ما يطرحه أمين الجميل من دعوات للقيادات، و”النظر الى انتخاب الرئيس المنتظر كتحصين للساحة الداخليَّة، ومدخل لمسار جديد من الاصلاحات، وإعادة ثقة اللبنانيين ببلدهم وثقة الخارج بلبنان”.

غير أن البعض هنا يشير الى أدوار للخارج “ذاته” بالنسبة الى الأرجوحة الرئاسيَّة التي لا تزال طليقة على مزاجها.

بلى، لا بدّ من نقد ذاتي.