IMLebanon

في الصراع السنّي ــ الشيعي متى يحمل المسيحيّون السلاح؟!

كثرة الترقيع، لا يمكن ان تجد شباب الثوب، والاهتراء واقع لا محالة، كذلك معالجة المرض بالمهدئات لا يمكن ان تنقذ المريض من الموت.

المدافعون عن بقاء هذه الحكومة «المرقعّة» عن جهل سيفاجأون بانها ستنهار وتسحب معها البلد الى الانهيار، والذين يدافعون عن استمرارها قصداً، لن يفاجأوا، لانهم لهذه الغاية يعملون. وما ينطبق على الحكومة، ينطبق ايضاً على كذبة الحوار الذي ينطبق عليه القول «لا يجنى من العوسج تين»، واذا كان المسؤولون في الحكم وخارجه لا يدرون ان الامور لم تعد تحتمل ترقيعاً وتهدئة، فتلك جريمة بحق الوطن والشعب، واذا كانوا يدرون فجريمتهم اكبر واكبر.

الاوضاع السيئة التي مرّ بها بها لبنان منذ العام 2005، اخذت تتناسل وتتناسخ، بسبب الترقيع والتكــاذب والتــجاهل، واعتماد انصاف الحلول، الى ان وصلنا اليوم الى سـاعة الحقيقة، وهي ان لبنان يمرّ اليوم في اسوأ مرحلة منذ عقود وربما منذ قرون.

لا يذكر التاريخ ولا نحن، ان لبنان شهد هذا الانهيار في مفهوم الدولة والانتماء بين مكوّناته البشرية ككل، كما لم يشهد مثل هذا الصراع بين السنّة والشيعة، ومثل هذا الضعف في الوجود المسيحي، كما لم يذكر التاريخ القديم والحديث ان رجال الدين انغمسوا بهذه القوّة في الحياة السياسية اللبنانية، أو كان لهم هذا التأثير الكبير في مجريات الامور، في بلد متعدد الطوائف والمذاهب والمعتقدات والعادات والطقوس مثل لبنان.

على اللبنانيين جميعاً، اذا كانوا حقاً صادقين بانتمائهم الى لبنان وبوطنيتهم، ان يحوّلوا تدهور العلاقات بين لبنان والسعودية ودول الخليج الى فرصة للبحث الجدّي بعيداً من المواربة والتكاذب ومن الاقنعة على الوجوه وفي الكلمات، حول سؤال واحد لا غير «هل ما زال بالامكان انقاذ العيش المشترك في لبنان، وبأي شروط واي صيغة ؟؟».

المسلمون السنّة، يؤكدون دائماً، ومؤخراً كان تأكيدهم على لسان الوزير نهاد المشنوق، انهم ليسوا في صدد التسلّح او المواجهة مع اي فريق لبناني، ومن غير المفهوم اذا كانوا قادرين على تعميم هذا التأكيد على مليوني سوري وفلسطيني اكثريتهم الساحقة من السنّة، يعيشون في لبنان، وقد يتحوّلون في اي لحظة الى جيش «طروادي» والمسيحيون على معرفتي بهم، لن يقربوا السلاح ولن يحاربوا الاّ في حالتين، الاولى انهيار الدولة والجيش وقوى الامن، او تأكدوا ان وجودهم على هذه الارض اصبح مهدداً، في المقابل بماذا يمكن للشيعة ان يبادروا لطمأنة الآخرين عملياً؟ هل بالموافقة على تحييد لبنان عن صراعات الخارج، فيشاركوا من الداخل بتحصين لبنان معاً من المدّ التكفيري والاعتداءات الاسرائيلية؟

هل يصعب على المسلمين اللبنانيين، سنّة وشيعة ودروزاً، ان يحلّوا خلافاتهم العقائدية الموروثة لاسباب سلطوية وليس دينية كما فعل الكاثوليك والارثوذكس مؤخراً، فيكونوا سـبباً في انقاذ لبنان؟ ام ان التزام الفريقين بالخارج اقوى من التزامهم بلبنان؟

اما اذا استحال التفاهم بين اللبنانيين على انقاذ لبنان وصيغته، فهل من المنطق والاطلاق والعقل ان نذهب الى تسوية خلافاتنا على الطريقة اليوغسلافية وما شهدت من جرائم وفظائع ودمار، ام نذهب الى الطريقة التشيكوسلوفاكية، حيث تفاهم التشيكيّون والسلوفاكيون على تقاسم البلاد من دون ضربة كف، فحافظوا على بلدهم سليماً معافى، ويتعاونون حالياً وكأنهم شعب واحد موّحد، واذا اردنا ان لا نبعد كثيراً فالتجربة في سوريا والعراق وحالياً في اليمن دليل على جريمة حمل السلاح لتصفية الخلافات الطائفية والمذهبية والسياسية.

انها ساعة الحقيقة، والوقت لا يرحم، وكذلك التاريخ. والاحداث تتدحرج كما كرة النار، ولم يعد الوقت للمعاندة والمكابرة واخفاء العلّة، ورئىس الحكومة تمام سلام، على ما نقلته مصادر سياسية قريبة، تلقى تحذيرات خارجية من تدهور الوضع فجأة، ما قد يؤدي الى فرض رئيس للجمهورية بقوة السلاح