Site icon IMLebanon

عناية عز الدين لـ”الديار”: زيارة البطاركة الى الجنوب مُهمّة ولاقت ترحيبا ومحبّة

 

نحن من دعاة الوحدة والحوار… ومدرستنا تتمسّك بهذا اللبنان

 

تركت زيارة وفد البطاركة الكاثوليك بالأمس إلى الجنوب، ولا سيما إلى مدينة صور، أصداءً إيجابية، رغم أنها تزامنت مع حصول عمليات قصف “إسرائيلي” كثيف لبعض المناطق المجاورة لمكان الزيارة. عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائبة عناية عز الدين، والتي كانت في استقبال الوفد البطريركي في مطرانية صور المارونية، قالت لـ “الديار”: “أن الزيارة أكثر من مهمة ولاقت الكثير من المحبة والترحيب كونها زيارة دعم ومساندة، أعلن خلالها غبطته الوقوف إلى جانب حقوق الناس بأن يعيشوا بكرامة على أرضهم، وليس فقط في لبنان، كما عبّر عن تمسّكه بالقضية الفلسطينية التي يجب أن لا تُمحى تحت غبار القصف الهمجي والتدميري الذي تمارسه “إسرائيل”.

 

اضافت: “كما عبّر غبطته أن الفلسطينيين كما اللبنانيين يجب أن يعيشوا بأمن وسلام، السلام القائم على العدالة وإحقاق الحق وكرامة الإنسان، وهذه كانت رسالة واضحة جداً ردّدها غبطته في كل المحطات التي وقف فيها، وأيضاً عبّر عن أهمية الجنوب عامة وصور بشكل خاص، لما تمثّله من  تنوّع في العيش الواحد، أسميه أنا بالإنصهار الإنساني الإيماني الذي تعبّر عنها صور، والتي يجب أن تُصدّر مفاهيمها إلى كل لبنان والعالم أيضاً”.

 

وعن الرسالة التي أرادت “إسرائيل” بعثها من خلال تصعيد عمليات القصف خلال الزيارة، أكدت عز الدين أن أصوات القصف سُمعت خلال الزيارة، مشيرة إلى أن “هكذا أعمال ليست مستغربة عن العدو الإسرائيلي، الذي لم يراعِ حرمة أي شيء، ولن يقف عند أي حدّ وأي قانون وأي معايير لا دولية ولا إنسانية، إنها آلة قتل مجرمة تخطّت كل الحدود التي يمكن أن يتصوّرها الإنسان، وللأسف السكوت عن هذه الجرائم هو بمثابة المسوِّغ لارتكاب جرائم أخرى في أي وقت من الأوقات، دون أي رادع”.

 

وتلبعت : “سأل غبطة البطريرك، كيف أن المجتمع الدولي الذي يسمي نفسه بمجتمع أول، عامل قبة باط عن كل ما ترتكبه “إسرائيل” من مجازر وعمليات إبادة، كونها لا تحترم لا الكنائس ولا المساجد ولا المدارس، ولا حتى المستشفيات، فكلها انتُهِكت وسُحِقت، ونحن لدينا تجارب سابقة مع “إسرائيل” وخبرناها جيداً، كما قال البطريرك كلمة مهمة جداً، لو كنت أعبِّر عن رسالة التضامن هذه من كسروان كان لها معنى، لكنني أتيت إلى الجنوب وإلى صور لأعبِّر عن المعنى الحقيقي للكلام الذي أقوله بوجودي هنا، ونحن نقدّر جداً هذا الأمر، وطبعاً هذا يبعث برسالة طمأنينة ودعم وتحفيز لوصل كل الجسور بين جميع اللبنانيين والبناء على وحدتنا الوطنية”.

 

وعن وجود مخاوف من اتساع رقعة الحرب جنوباً، أجابت :” نحن لا نعرف النوايا الخبيثة للعدو، وعلينا أن ننتظر السيناريوهات الإسرائيلية، لأننا دائماً في موقع الدفاع عن النفس وعن الحق.

 

وحول ما إذا كانت تعتبر أننا نشهد عملية ترسيم المنطقة، اعتبرت أنه “يبدو أن هذا مخطط العدو الصهيوني، لكننا نأمل من أهلنا الفلسطينيين وأيضاً من هم في غزة، ورغم كل الآلام التي يمرّون فيها، أن يصمدوا ويقاوموا، وهذا نراه يومياً أنهم صامدون بكل شجاعة وبرباطة جأش لا مثيل لها ومتمسّكون بأرضهم وبحقهم، ونأمل من الدول المويّدة للفلسطينيين مساعدتهم وتقديم كل عون لهم”.

 

وهل يمكن بقاء لبنان من دون رئيس في ظل الأوضاع المصيرية التي نعيشها؟ أجابت: ” طبعا لا، والرئيس نبيه بري يقول دائماً أن رئيس الجمهورية يجب أن يُنتخب أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد، ولكن يجب إيجاد أرضية للتفاهم على هذا الرئيس، وحوار بإمكانه إنتاج الرئيس، للأسف في حال نزول كل فريق إلى المجلس النيابي متشبّثاً بموقفه، فهذا لن ينتج رئيساً، نأمل أن تكون الأزمة الخطيرة التي تمرّ بها المنطقة، ولبنان من ضمنها، لإعادة تحريك ملف الإستحقاق الرئاسي، لنحلّ مشاكلنا بما يكفل مصلحة لبنان ووحدته وتنوعه ورسالته”.

 

هل تتخوفين على مستقبل لبنان الواحد؟ أجابت عز الدين: “لا أبداً، نحن من دعاة الوحدة والحوار ومدرستنا تتمسك بهذا اللبنان النهائي لكل أبنائه بتنوّعه ووحدته وبالحوار، فلبنان نموذج للعالم وليس فقط للبنان، ويجب في ظل هذا السكوت الأخلاقي للعالم كله على كل ما ادّعاه من قِيَم لبنان يجب أن يأخذ مكانته في العالم على مستوى النموذج الإنساني القيمي بما يحمله من قيم معاكسة تماماً وهي على النقيض الآخر لهذا الكيان الإسرائيلي المحتل والموجود على حدودنا”.