مرة أخرى نقول إنّ رئيس النظام السوري يعيش في عالم آخر ليس من هذا العالم بشيء… ويوماً إثر يوم يتبيّـن كم أنّ هذا السفّاح بعيد عن الواقع لا صلة له بالشعب إلاّ صلة القتل وسفك دماء الأبرياء، وفي كل مقابلة صحافية يعقدها مع صحيفة أو قناة تلفزيونية يبدو انفصامه عن الواقع حقيقة ثابتة.
في آخر لقاء إعلامي عقدته معه قناة «ويون تي ڤي» الهندية رمى بأثقاله وآثامه وجرائمه كلها على الآخرين… وأظرف ما ذهب إليه أنّ شعبه يحبّه، ولقد تبيّـن، فعلاً، أنّ شعبه «يحبّه» من دون أدنى شك تأكيداً على «إنجازاته» و»مكرماته» و»مآثره» تجاه هذا الشعب، ما استولد الأسئلة الآتية:
أوّلاً- إذا كان شعبه يحبّه بهذا القدر فلماذا نصف الشعب السوري (نحو 11 مليون نسمة) غادر سوريا ويرفض أن يعود؟
ثانياً- كم هو عدد أبناء الشعب السوري الذين هربوا من الموت على يد بشار الأسد وغرقوا في البحر؟!. علماً أنّ نحو 700 ألف سوري قضوا بقصف بشار الذي دمّر منازلهم عليهم وطاردتهم طائراته ودباباته وصواريخه وبراميله المتفجرة.
ثالثاً- يتحدث عن محبّة الشعب والانتصار الذي حققه… فلماذا يستعين بروسيا وإيران و»حزب الله» والحرس الثوري الايراني والميليشيات الشيعية من العراق وغير العراق التي تقتل، الى جانبه، «شعبه الذي يحبّه».
وإلى ما تقدّم ذكره نورد أسماء بعض من تلك الميليشيات الشيعية وهي: كتائب القدس، لواء أبو الفضل العباس، لواء صعدة، كتيبة قمر بني هاشم »الجوالة«، لواء اللطف، لواء المعصوم، كتائب صيد الكرار للقنّاصة، كتائب حزب الله العراقية، كتائب سيد الشهداء، لواء ذو الفقار، كتائب الزهراء، كتيبة شهيد المحراب، كتيبة العباس (وهي غير لواء أبو الفضل العباس)، كتائب الفوعة، ميليشيات كانت وحدات في الجيش العراقي، لواء الإمام الحسن المجتبى، لواء أسد الله، فيلق الوعد الصادق، سرايا طلائع الخراساني، لواء الإمام الحسين، منظمة بدر، لواء اليوم الموعود ولواء بقية الله(…).
أهذا هو الانتصار؟ وعلى مَن؟ على العدوّ الأكبر: الشعب السوري!
رابعاً- لولا تدخل الروسي في اللحظة الأخيرة، وبعدما توجّه اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» الى روسيا مستجدياً تدخلها لإنقاذ النظام حاملاً وعوداً بالأموال الطائلة وبالغاز (الذي تبيّـن أنّ أرض سوريا غنية به) وبقاعدتين عسكريتين جوية في حميميم وبحرية في طرطوس.
وهذا ما أدّى الى استعادة روسيا دوراً مهماً على الصعيد العالمي، وبعدما كانت موضع إهمال وذات الدور الثاني وأدنى، عادت الى مفاوضة الاميركي من موقع الند للند انطلاقاً من دورها في سوريا.
نقول لهذا المجنون المنفصم عن الواقع والذي يعيش في الخيال… هل نسي كيف استدعاه بوتين الى موسكو ولم يسمح له بأن يرافقه أي شخص ومرافق على الاطلاق؟.. وهل نسي كيف كان يختبئ مثل الثعالب في أوجارها؟!.
وأخيراً وليس آخر نقول له: إنّ دماء الأبرياء تستصرخ عدالة وستظل تلاحقك الى أن يعثروا عليك في مجرور كذلك الذي عثر فيه على معمّر القذافي، على أن يكون المصير مماثلاً.