IMLebanon

مواجهة ناقصة لتحديات الحرب على داعش

الرئيس باراك اوباما يدعو في المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب الى حشد الجهود لوقف مخططات داعش ومنع محاولاته لتوسيع مناطق نفوذه. متى؟ بعد عام من قيام تحالف اقليمي دولي بقيادة أميركا لتنفيذ استراتيجية إضعاف داعش ثم القضاء النهائي عليه. وغداة دعوة من الرئيس فلاديمير بوتين الى اقامة لجنة تأسيسية لمكافحة الارهاب ضمن تصور لتحالف واسع أساسه الدول الاسلامية الى جانب أميركا وروسيا، مع بدء خطوة عملية هي انشاء هيئة تنسيق وتبادل للمعلومات حول داعش والارهاب في اطار تحالف رباعي يضم موسكو وطهران وبغداد ودمشق. وطبعاً بعد سنوات طويلة من حرب على الارهاب ومؤتمرات عدة بعد أحداث ١١ أيلول ٢٠٠١.

ولا أحد يعرف ان كان بوتين سينجح من حيث فشل اوباما. ولا إن كان التفاهم بينهما على ما سماه الرئيس الأميركي حركة دولية موحدة للقضاء على داعش يكفي لخوض حرب على محاور عدة. لكن ما يعرفه الجميع هو خطورة التنافس، بدل التعاون، على محاربة داعش. لا بل التصرف على أساس ان محاربة الارهاب فرصة لتسجيل أهداف جيوسياسية وتحقيق مصالح ضيقة، بحيث يبدو المهم هو من يتصدر محاربة داعش أكثر من إلحاق الهزيمة به.

ذلك ان داعش، كما يقول البروفسور في هارفرد جوزف ناي، هو ثلاثة: مجموعة ارهابية عابرة للحدود، دولة بدائية، وايديولوجيا سياسية بجذور دينية. والمنطق البسيط لضمان النجاح في القضاء على داعش وترتيب بيئة اجتماعية طاردة لظهور تنظيم أشد تطرفاً، هو التعامل مع الأبعاد الثلاثة للتنظيم الذي أقام دولة الخلافة في أجزاء واسعة من العراق وسوريا وصار ل الخليفة ابراهيم المسمى أبو بكر البغدادي مبايعون في كل بلد.

والواقع ان الكل اعترف منذ البدء بأن القصف الجوي لا يكفي. ومن السهل على بوتين أن يرى الجيش النظامي السوري وقوات الحماية الكردية نواة المعركة البرية ضد داعش. ومن السهل ايضا على اوباما ان يشترط لهزيمة داعش وجود قيادة جديدة في سوريا وتوسيع العملية السياسية في العراق. لكن من الصعب على الجميع محاربة داعش ضمن الظروف والأسباب والأوضاع التي ساهمت في ولادة التنظيم وبالقوى المذهبية والأجنبية التي تقود ردود الفعل عليها الى التعاطف مع التنظيم وتنمية بيئة حاضنة له. فلا بد من حرب عسكرية وأمنية وسياسية وايديولوجية وثقافية. ولا جدوى من كل المؤتمرات والتحالفات إن لم تكن وظيفة داعش قد انتهت.