هذه السنة تحديداً، أجمع اللبنانيون، باستثناء أقلية، على أنهم يعيشون في وطن غير مستقل، وطن يحكمه الفساد والفاسدون وتحكمه المصالح الخاصة والفئوية والطائفية، وتحكمه الجريمة والسلاح المتفلت وتحكمه القوة، وطبعاً ليس قوة القانون، وتحكمه طبقة سياسية لا تعرف معنى المسؤولية ولا الوطنية، باختصار وطن تحكمه شريعة الغاب، حيث يتدمر نصف مساحة عاصمته والفاعل بعد اربعة شهور لا يزال حيا يرزق بدلا من ان يكون معلقا على اعواد المشانق.
الوطن الفقير والجائع والشحاذ ويعيش تحت ظل هذه السلطة لا يستحق ان يعيش في دولة مستقلة بل في دولة مثل دولة لبنان اليوم، والامثلة على سقوط دولة لبنان اليوم كثيرة وعديدة ويكفي لضيق الوقت والمساحة أن تعيدوا قراءة المؤتمر الصحافي لرئيس دائرة المناقصات جان العلية لتعرفوا تعاسة هذه الدولة.
الزميلة والصديقة العزيزة فاديا سمعان صاحبة الموقع الالكتروني الاغترابي «جبلنا ماغازين» قررت وقف الكتابة عن الوضع في لبنان تجاوبا مع قرفها لما يجري ويدور وحزنا على مصير وطن فقد مناعته بوجود سلطة لا تسمع ولا تقشع ولا تهتم، ولا استبعد أن تصيب عدواها العديد من الزملاء الكتاب.
***
في خضم الاجواء المتوترة التي تسيطر على العالم عموما ومنطقة الشرق الاوسط خصوصاً، وجدت «اسرائيل» أن الفرصة سانحة لتشديد الضغط على لبنان المتداعي من جهة، وانهماك الولايات المتحدة بتداعيات الانتخابات الرئاسية من جهة ثانية فطلب سفيرها لدى الامم المتحدة جلعاد اردان ان تقوم بإجراءات فورية ضد انشطة حزب الله، وكان ينقص لبنان مثل هذه التهديدات في الايام الصعبة التي يمر بها لتكتمل عنده حلقة الشد على خناقه .عيد بأية حال عدت يا عيد؟