Site icon IMLebanon

الاستقلال والتحرير: بكركي والمقاومة

يحيي لبنان اليوم ذكرى المقاومة والتحرير بعدما تحولت المناسبة عيداً رسمياً مستحقاً، لإحياء ذكرى انسحاب آخر جندي اسرائيلي من الجنوب باستثناء مزارع شبعا والملتبسة ملكيتها بين لبنان وسوريا. والتحرير الذي تحقق جنوباً على ايدي مقاومين تدرّجوا من الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الشيوعي اللبناني، وصولا الى “حزب الله”، مدعوماً بقرارات اممية ابرزها القرار 425 الذي عمل له غسان تويني سفيراً للبنان في الامم المتحدة، لم يكتمل وطنياً الا بانسحاب الجيش السوري ايضا في العام 2005. ولعل ابرز الساعين الى تحقيق هذا الاستقلال، الى السياسيين في الاحزاب المسيحية، وقد انضم اليهم لاحقا الاشتراكي، وفي ما بعد “المستقبل”، كانت بكركي بشخص بطريركها نصرالله بطرس صفير، الذي اكمل مسيرة سلفه الياس الحويك في وضعه مداميك الاستقلال الاول.

ففي العام 2000، وبعد انسحاب المحتل الاسرائيلي، وضع النداء الشهير، الذي اطلقته الكنيسة في 20 ايلول، “الاسس لإنهاء سلطة الوصاية السورية واستعادة السيادة. سنوات مرت، وصف فيها لبنان بالبلد المحتضر. فبعد ان كان ساحة لتسلط الآخرين، صار ساحة شهادة ابنائه جميعا لحريتهم، وزخماً لأكبر انتفاضة شعبية في العصر الحديث”.

فقد دعا نداء مجلس المطارنة التاريخي برئاسة البطريرك صفير الى اعادة النظر في انتشار الجيش السوري “تمهيداً لانسحابه نهائيا عملاً باتفاق الطائف وتنفيذاً للقرار الدولي 520”. وكان النداء بمثابة تحول جوهري في طبيعة الازمة اللبنانية وفي المسارات التي اخذتها. ومما جاء فيه: “اما وقد بلغ الوضع في لبنان هذا الحد من التأزم، اصبح من الواجب الجهر بالحقيقة، من دون مواربة او تحفظ، على ما هي راسخة في النفوس”.

وأضاف: “لقد خرجت اسرائيل من جنوب لبنان وتركت وراءها مشاكل للبنانيين لا يزالون يعانون منها، وقد خفّف بعض الشيء من وطأتها ما اظهره من حكمة من حرّروا الجنوب بما بذلوه من دماء زكية في سبيل التحرير، بدافع من حمية وطنية صحيحة. وقد مهّدوا السبيل للدولة لتبسط سلطتها على جميع أراضيها عملاً بالقرار 425”.

وسأل النداء علناً: “الم يحن الوقت للجيش السوري ليعيد النظر في انتشاره تمهيداً لانسحابه نهائياً، عملاً باتفاق الطائف؟ وهل من الضرورة ان يبقى مرابطاً في جوار القصر الجمهوري، رمز الكرامة الوطنية، ووزارة الدفاع، وفي ما سوى ذلك من اماكن حساسة يشعر اللبنانيون لوجوده فيها بحرج كبير، لكي لا نقول بانتقاص من سيادتهم وكرامتهم الوطنية؟”.

15 عاما مرت على الانسحاب الاسرائيلي، و10 أعوام على الانسحاب السوري، لكن وطأة الثاني ما زالت ثقيلة على رغم تدحرج النظام الى القعر، وقضية ميشال سماحة خير دليل. المهم ان تبقى بكركي متيقظة.