Site icon IMLebanon

عيد الإستقلال… أين استقلالنا الاقتصادي والنقدي؟

 

ذكرنا منذ بضعة أيام «عيد الإستقلال» أو بالأحرى ذكرى الإستقلال التي حصلت منذ 79 عاماً… لقد تذكّرنا لكن لم ولن نُعيّد. فكيف نعيّد الإستقلال في الوقت الذي لم نحترم حرفاً منه، وحوّلنا معناه إلى استنزاف واستغلال.

 

بين رجال الدولة القدامى، الذين استحقوا وثابروا وفاوضوا يداً واحدة، وهدفاً موحداً لهذا الإستقلال في العام 1943، أما دولتنا اليوم، فهي منقسمة، تتابع كل المصالح إلاّ مصلحة بلدنا وشعبنا، وجعلت من هذا الإستقلال شعاراً وهميّاً بعيداً عن التطبيق والإحترام والتنفيذ.

 

جرّت به وبمعناه وبدستوره في وحول أهداف غامضة، وخلافات مستمرة، ومصالح شخصية، وأيضاً إقليمية ودولية.

 

عن أي إستقلال نتحدّث، وشعبنا مطعون في الظهر، ومنهوب، حيث أُجبر على التسوّل واليأس والإنهيار.

 

عن أي إستقلال نتحدّث، ودستورنا بات أقل من حبر على ورق، لن يُقرأ، ولن يُحترم.

 

عن أي إستقلال نتحدّث، ونحن بعيدون عن إستقلالنا الإقتصادي والإجتماعي والنقدي.

 

عن أي إستقلال نتحدّث، وشعبنا يجاهد بأقل حاجاته الإنسانية، ويُثابر ليلاً ونهاراً، لتوفير الدواء، وخبزه اليومي ووقود تنقلاته.

 

عن أي إستقلال نتحدّث، وأكثرية المسؤولين لا يعرفون إستقلال أنفسهم والإستقلال الوطني.

 

عن أي إستقلال نتحدّث، ونحن بعيدون عن الإستقلال السياسي، والأمني والدفاعي.

 

عن أي إستقلال نتحدّث، والبعض يترحّم على الإحتلال العثماني، والبعض الآخر على الإنتداب الفرنسي، والبعض الثالث على الوصاية السورية، والبعض الرابع يبحث عن وصايات جديدة – قديمة، فهل العتب على رجالنا الذين جاهدوا وآمنوا بإستقلالنا الحقيقي؟ أو على الذين دمّروا جذورنا وتاريخنا وإستقلالنا؟

 

بأي إستقلال نتحدّث، ونحن في ظل إحتلال المافيات والمهرّبين والمراوغين، يُدمّرون ما تبقى من إستقلالنا الإقتصادي الأبيض، ويُحوّلونه إلى إستقلال إقتصادي أسود.

 

لا نعيّد الإستقلال، الذي فقدنا معناه، منذ أمد بعيد، وأصبح عنواناً وشعاراً وهميّاً، وتحوّل إلى إستنزاف وإستغلال وإرتهان شعب بأكمله، فالذين يُهنّئون أنفسهم اليوم بالإستقلال، هم الذين أطاحوا به وغيّبوه عنّا وخطفوا منّا معناه الحقيقي.