IMLebanon

مستقلّو 14 آذار… وفرنجية

تساءلت جهات سياسية حول الدوافع والأسباب وراء عدم صدور بيان عن «اللقاء الديمقراطي» الذي اجتمع نهاية الأسبوع المنصرم بعيداً عن الإعلام وتمّ تأجيله أكثر من مرّة، ومن دون أي توضيحات، حتى أنه قيل لبعض نواب «اللقاء»، بأن دوافع صحية قد دفعت النائب جنبلاط إلى تأجيل هذا الإجتماع، علماً أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط غرّد لاحقاً نافياً وجود أي أسباب صحية وراء عمليات التأجيل المتكرّرة.

وفي هذا المجال، كشف مقرّبون من المختارة، إلى أن التواصل مستمر وقائم بين النائب جنبلاط والرئيس سعد الحريري، وذلك عبر الوزير وائل أبو فاعور، الذي نقل إلى جنبلاط معلومات تفيد بأن رئيس تيار «المستقبل» سيقوم بتحرّك باتجاه حلفائه في قوى 14 آذار، مما يستوجب التروّي في الإعلان الرسمي لترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. وأوضحت أن الرئيس الحريري سيكون أول من يعلن ترشيح رئيس تيار «المردة»، في الوقت الذي توافرت مناخات إقليمية «ضبابية» وغير واضحة المعالم من الرياض كما من طهران تجاه هذا الخيار، وبالتالي، اضاف المقرّبون أن رئيس الإشتراكي فضّل التريّث قبل أن يعلن بياناً بإسم «اللقاء الديمقراطي» يستبق فيه بلورة المشهدين الداخلي والإقليمي.

وفي هذا السياق، فإن العشاء الذي جمع جنبلاط وفرنجية ارتدى طابعاً عائلياً واجتماعياً، خاصة وأنه مقرّر منذ أسابيع ولا يرتبط بعملية ترشيح فرنجية، إذ سبق للنائب جنبلاط أن زار بنشعي يرافقه نجله تيمور، وقد توطّدت أواصر الصداقة بين نجله ونجل النائب فرنجية طوني، فكان من الطبيعي أن يوجّه زعيم المختارة الدعوة لعائلة النائب فرنجية إلى العشاء الذي وإن شكّل لقاء إجتماعياً، فقد سُجّلت على هامشه دردشة بين الرجلين تناولت التطوّرات المحيطة باللقاء الباريسي بين فرنجية والحريري، وكرّر خلالها زعيم المختارة دعمه لترشيح فرنجية للرئاسة، منتقداً ما يُسجّل من مزايدات ومواقف شعبوية من قبل بعض السياسيين.

وأضاف المقرّبون من النائب جنبلاط، أن الصديقين والحليفين الجديدين يتجنّبان إثارة أي سجال مرتبط بالإستحقاق الرئاسي في ضوء التوافق بينهما على وجوب اتضاح صورة هذا الإستحقاق في فترة قريبة، على اعتبار أن بعض زوّار عين التينة بالأمس، أكدوا أن الرئيس نبيه بري يعدّ العدّة للوصول إلى إنجاز هذا الإستحقاق قبل نهاية العام الحالي.

وفي سياق متصل، تحدّثت مصادر نيابية أن الكتل الكبيرة في مجلس النواب، قد أجرت استطلاعات داخلية بهدف تبيان عدد الأصوات التي من المتوقّع أن يحصل عليها النائب فرنجية في جلسة الإنتخاب، وأكدت أن ما من مشكلة في تأمين النصاب القانوني، وبأن الأمور تقترب من الحسم، خاصة وأن «حزب الله»، الذي لم يعلن موقفاً رسمياً حتى الساعة، لن يعارض انتخاب فرنجية. وقالت هذه المصادر، أن النواب المسيحيين المستقلّين والمنضوين في فريق 14 آذار، سيصوّتون لفرنجية، في الوقت الذي تتّجه فيه شخصيات نيابية ووزارية مسيحية سابقة إلى إعلان مواقف داعمة لهذا الترشيح أيضاً.

وخلصت المصادر النيابية نفسها، إلى أن هذه المعطيات لا تعني أن خيار ترشيح فرنجية قد وُضع على السكّة رغم دعم الرئيس الحريري والنائب جنبلاط والمستقلّين، ذلك أن بعض التحفّظات ما زالت تُسجّل على بعض «الجبهات الداخلية»، وذلك بانتظار المؤشّرات الأكيدة، والتي ستظهر بعد جولة المشاورات التي يجريها رئيس تيار «المستقبل» بشكل خاص وتشمل كل حلفائه من دون استثناء للحصول على إجماع لهذا الخيار.