IMLebanon

إتصالات غير مُباشرة بين الإشتراكي والوطني الحرّ

 

ينذر تصاعد منسوب المواقف الانتخابية الصادرة عن القوى والاحزاب السياسية كما عن مرشحي المجتمع المدني، بمعركة قاسية في دائرة الشوف – عاليه الانتخابي، ستشكّل إختباراً للأحجام، وتحدّياً للإتجاه نحو تمثيل نيابي مختلف هذه المرة انطلاقا من توازنات القوى الجديدة من جهة ومن تعقيدات القانون الانتخابي من جهة اخرى. ومن المتوقع أن تتنافس ثلاث لوائح في هذه الدائرة الا اذا نجحت الاتصالات الجارية على خط المختارة- معراب والمختارة – الرابية في الاتفاق على التعاون ضمن لائحة واحدة في عاليه.

وفي الوقت الذي حسم فيه النائب وليد جنبلاط أمره وسمى مرشّحي الحزب التقدمي الإشتراكي و«اللقاء الديمقراطي»، ما زالت علامات استفهام ترسم حول نتائج المفاوضات مع «الثنائي المسيحي» حول المرشح الماروني وذلك في الوقت الذي تصر فيه «القوات اللبنانية» على النائب جورج عدوان. واشارت المعلومات الى أن قريبة النائب جنبلاط السيدة سهى جنبلاط كانت أولمت على شرف النائب جنبلاط ونجله تيمور بحضور المرشحين الوزير السابق ناجي البستاني والنائب عدوان في محاولة لتهدئة الاجواء المتشنجة بينهما، الا ان النتائج لم تكن ايجابية، واستمر الخلاف حول ترشيح البستاني من قبل الاشتراكي.

في المقابل فإن قيادات أخرى في الجبل تستعدّ لحسم طبيعة تحالفاتها وفي مقدمها وزير المهجرين طلال ارسلان والوزير السابق وئام وهاب كما الحزب السوري القومي الاجتماعي والمجتمع المدني ومستقلون من العائلات البارزة في الشوف كالدكتور والخبير الاقتصادي فريد البستاني، والذي يصر على أنه ليس مرشح تحدي ضد ناجي البستاني اواي مرشح آخر،على أن تكون نهاية شهر شباط الحالي موعداً حاسماً لإعلان مجمل اللوائح كما التحالفات.فالوزير ارسلان يستعد لترؤس لائحة في عاليه تضم الوزير سيزار أبو خليل عن المقعد الماروني ومروان ابو فاضل عن المقعد الارثوذكسي بالاضافة الى مرشح عن «التيار الوطني الحر» عن المقعد الماروني الثاني، وبالتالي ترك مقعد درزي ثان شاغر. وفي هذا السياق كشفت معلومات مواكبة أن الوزير ارسلان لن يوافق على طرح النائب جنبلاط الانتخابي له وان ترك في لائحته مقعداً درزياً شاغراً، وأكدت ان الوزير ارسلان مستاء من تفرد جنبلاط في بعبدا وبيروت.

والجدير ذكره في هذا الإطار، أن لائحة رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب جنبلاط تضم رسمياً نجله تيمور والنائب مروان حمادة عن الدروز، والنائب نعمة طعمة صديق زعيم المختارة عن الكاثوليك والذي يلعب دوراً اليوم في محاولات التوفيق بين معراب والمختارة في الملف الانتخابي، والقيادي الإشتراكي الدكتور بلال عبدالله عن السنّة، والذي لا يزال يشكل ترشيحه نقطة خلاف مع «تيار المستقبل» الذي يرشح النائب محمد الحجار، وذلك بموازاة المفاوضات ايضاً مع «القوات اللبنانية» ومع «التيار الوطني الحر» بالنسبة لترشيح البستاني.

وفي هذا المجال تحدثت معلومات عن اتصالات غير علنية تجري بين المختارة و«التيار الوطني» من اجل تذليل عقدة المقعد الماروني، خاصة وأن اللقاء الاخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جنبلاط قد تطرق الى المسألة الانتخابية، وكان توافق على استكمال البحث بالتفاصيل في لقاء قريب بين جنبلاط والوزير جبران باسيل.

وفي سياق متصل كشفت مصادر «اشتراكية» أن زعيم المختارة يسعى حتى الساعة الى ائتلاف يريح المنطقة وهو قد وافق على ترشيح الوزير سيزار ابو خليل في عاليه بدل النائب فؤاد السعد، وذلك في بادرة حسن نية مع «التيار الوطني»، كونه يجنّب المنطقة الدخول في انقسامات. ولكن، وفي حال فشلت المحاولات فهو يتجه الى الاقرار بالتباين وهو ما سيؤدي إلى ظهور أكثر من لائحة والى حصول مواجهات انتخابية قاسية ، ولكن تبقى كلها تحت سقف «المصالحة» في الجبل التي يحرص عليها زعيم المختارة كما «الثنائي المسيحي»، وقد سبق وان اتفق على ذلك مع «القوات» خلال جولتي المفاوضات التي عقدها الدكتور سمير جعجع مع النائبين نعمه طعمه وأكرم شهيب.

أما بالنسبة للأطراف الأخرى، فلا تزال الصورة ضبابية والمفاوضات جارية بين أكثر من طرف في محاولة لتركيب أكثر من لائحة، لتخوض المعركة في دائرة الشوف. ولكن بدا لافتا الفتور الذي يبديه حزب «الوطنيين الاحرار» والذي يتريث رئيسه دوري شمعون في تحديد موقفه وذلك بانتظار بروز نتائج الاتصالات التي يجريها مع قيادات وعائلات دير القمر بشكل خاص. وفي هذا المجال فان النائب ماريو عون مرشح من قبل «التيار الوطني» عن المقعد الماروني والوزير السابق وهاب عن المقعد الدرزي في اللائحة نفسها اضافة الى مرشح عن الحزب السوري القومي الاجتماعي للمقعد الماروني الثاني والوزير طارق الخطيب عن المقعد السني وغسان عطالله عن المقعد الكاثوليكي، مع ترك مقعد سني شاغر.

في موازاة ذلك يستعد أكثر من مرشح عن المجتمع المدني لخوض غمار الاستحقاق الانتخابي النيابي في دائرة الشوف-عاليه تحت عنوان «مدنيو الشوف وعالية» والذين يسعون الى تمثيل حالة خارجة عن الاصطفافات التقليدية في المنطقة. ويعتبر هؤلاء ان الخرق ممكن بسبب ميزة الصوت التفضيلي والنسبية اللتين وفرهما القانون الانتخابي الجديد.

وتجدر الاشارة الى أن دائرة الشوف-عاليه تعتبر من أكبر الدوائر الانتخابية ويبلغ الحاصل الانتخابي فيها نسبة 5.7 في المئة، ولكن الصوت التفضيلي في الشوف منفرد عن الصوت التفضيلي في عاليه ومن هنا فان امكانيات خرق لوائح الاقوياء مرتفعة ولو تم ذلك بشكل محدود. ولهذه الغاية تقول أوساط نيابية ان وساطات تجري لترميم العلاقة بين الوزير ارسلان والوزير السابق وهاب، لكي ينضمان الى لائحة واحدة كي لا تكون ثلاث لوائح متنافسة.